دحض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الاثنين، مزاعم مسؤولين كبار في الكرملين بأن كييف هاجمت مقر إقامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واصفًا الادعاء بأنه “تلفيق كامل”. تأتي هذه الردود وسط تصاعد التوترات وتهديدات متبادلة بين البلدين، وتحديدًا حول الهجمات التي تستهدف البنية التحتية الحيوية. وتعتبر هذه القضية جزءًا من سياق أوسع للصراع المستمر في أوكرانيا، والذي يتركز حول الأراضي المتنازع عليها والوضع السياسي المعقد.
اتهامات روسية بـ “هجوم على مقر بوتين” و ردود فعل أوكرانية
أفاد كل من يوري أوشاكوف، مستشار السياسة الخارجية للرئيس بوتين، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في بيانات منفصلة نشرت على قناة وزارة الخارجية الروسية على تليغرام، بأن أوكرانيا نفذت هجومًا بطائرة مسيرة على مقر إقامة رئاسي روسي في منطقة نوفغورود بشمال غرب روسيا. لم تقدم وزارة الدفاع الروسية تفاصيل كاملة حول طبيعة الهجوم أو الأضرار التي لحقت بالموقع.
رفض زيلينسكي هذه الادعاءات بشدة، واصفًا إياها بأنها “تلفيق كامل يهدف إلى تبرير المزيد من الهجمات على أوكرانيا، بما في ذلك كييف، بالإضافة إلى رفض روسيا لاتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء الحرب”. وأضاف أن هذه المزاعم هي “أكاذيب روسية نموذجية”.
تصعيد التهديدات الروسية
حذر لافروف من أن روسيا سترد على هذا الهجوم المزعوم، مشيرًا إلى أن “مثل هذه الأعمال المتهورة لن تمر دون عقاب”. وأوضح أن “أهداف الضربات الانتقامية وتوقيت تنفيذها من قبل القوات المسلحة الروسية قد تم تحديدهما”. ومع ذلك، أكد لافروف أن روسيا لا تنوي الانسحاب من عملية التفاوض مع الولايات المتحدة.
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه العلاقات بين روسيا وأوكرانيا تدهورًا مستمرًا، مع تبادل الاتهامات بانتهاك اتفاقيات وقف إطلاق النار وتنفيذ عمليات عسكرية في المناطق المتنازع عليها. الوضع الإنساني في أوكرانيا يزداد سوءًا، مع تقارير عن نقص في الغذاء والماء والدواء.
محادثات ترامب وبوتين وتداعياتها
أكد البيت الأبيض، يوم الاثنين، أن الرئيس السابق دونالد ترامب أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس بوتين للمرة الثانية في يومين. وجرت هذه المكالمة بعد اجتماع ترامب مع زيلينسكي وكبار المسؤولين الأوكرانيين في فلوريدا يوم الأحد. لم يتم الكشف عن تفاصيل المحادثة بشكل كامل، لكن يُفترض أنها تناولت آخر التطورات في الصراع الأوكراني.
صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت بأن المكالمة كانت “إيجابية” وتركزت على مناقشة الحرب في أوكرانيا. من جانبه، قال ترامب أمام الصحفيين في مار-آ-لاغو إنه علم بالهجوم المزعوم على مقر بوتين خلال المكالمة الهاتفية، وأنه كان “غاضبًا جدًا” حيال ذلك.
أشاد ترامب باجتماعه مع زيلينسكي ووصفه بأنه “مثمر”، مشيرًا إلى استمرار المناقشات حول إيجاد حلول محتملة لإنهاء الحرب التي دخلت عامها الرابع. وأكد ترامب أنه يعتقد أن الطرفين “أقرب من أي وقت مضى” إلى التوصل إلى اتفاق.
أشار ترامب إلى أن القضية الأكثر تعقيدًا التي لم يتم حلها بعد تتعلق بالأراضي التي تسعى روسيا للسيطرة عليها في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، واقترح أن كييف قد يكون من الأفضل لها التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن. هذا التصريح أثار جدلاً واسعًا، حيث اعتبره البعض دعمًا ضمنيًا لمطالب روسيا.
مستقبل المفاوضات والوضع الأمني
تظل آفاق المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا غير واضحة، مع استمرار الخلافات العميقة حول القضايا الرئيسية. الوضع الأمني في المنطقة متقلب، مع خطر تصعيد العنف في أي لحظة. من المتوقع أن تستمر الضغوط الدولية على روسيا من أجل إنهاء الصراع والالتزام بالقانون الدولي.
في الأيام القادمة، من المهم مراقبة ردود الفعل على تصريحات ترامب، وتطورات المفاوضات المحتملة، وأي تغييرات في الوضع العسكري على الأرض. كما يجب الانتباه إلى أي خطوات إضافية قد تتخذها روسيا أو أوكرانيا لتصعيد أو تخفيف التوترات. الوضع في أوكرانيا لا يزال يتطلب حذرًا شديدًا وتحليلًا دقيقًا.






