أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن تفاؤله بشأن التقدم المحرز في مفاوضات السلام بعد محادثات أجراها مع جاريد كوشنر، المبعوث الخاص للرئيس السابق دونالد ترامب، وستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للولايات المتحدة لشؤون السلام في أوكرانيا. تأتي هذه المحادثات في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وتصاعد الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل سلمي.
ركز الحوار، الذي جرى خلال فترة عيد الميلاد، على الجهود الجارية لإنهاء الحرب وتحقيق سلام دائم ومستدام. وأشاد زيلينسكي بالعمل المكثف والنهج البناء لكوشنر وويتكوف، مؤكداً أن العمل جارٍ على مدار الساعة لتحقيق هذا الهدف.
تطورات مفاوضات السلام الأوكرانية
عقد مسؤولون أوكرانيون اجتماعات متعددة مع ويتكوف وكوشنر في ميامي خلال الأسابيع الأخيرة لمناقشة العناصر المحتملة لخطة سلام تهدف إلى إنهاء القتال الذي استمر لما يقرب من أربع سنوات. تهدف هذه المباحثات إلى استكشاف أرضية مشتركة بين الطرفين المتنازعين.
أفاد زيلينسكي يوم الاثنين أن مسودة إطار السلام قد تم تخفيضها من 28 نقطة إلى 20 نقطة، وتشمل مقترحات لضمانات أمنية تشمل أوكرانيا وحلفاءها الأوروبيين والولايات المتحدة، بالإضافة إلى مخطط أولي لتعافي أوكرانيا بعد الحرب. يتطلب هذا الإطار، وخاصةً الجزء المتعلق بالضمانات الثنائية مع الولايات المتحدة، مراجعة من قبل الكونجرس الأمريكي.
تباينات لا تزال قائمة
على الرغم من التقدم، حذر زيلينسكي من أن بعض الخلافات لا تزال قائمة، مشيراً إلى أن كل من أوكرانيا وروسيا لديهما مواقف قد لا يكونان على استعداد لقبولها. تستمر الولايات المتحدة في إجراء محادثات مع المسؤولين الروس في محاولة لتضييق هذه الخلافات.
في سياق متصل، صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا يوم الخميس بأن المحادثات بين واشنطن وموسكو تتقدم بشكل تدريجي. ومع ذلك، اتهمت دولاً أوروبية غربية غير محددة بمحاولة تقويض هذه العملية، وفقاً لما ذكرته وكالة تاس الروسية للأنباء.
وأضافت زاخاروفا أن المفاوضات أظهرت “تقدماً بطيئاً ولكن ثابتاً”، لكنها كانت مصحوبة بـ “محاولات ضارة وخبيثة للغاية” لعرقلة الجهود الدبلوماسية. هذه التصريحات تعكس التوتر المستمر بين روسيا والدول الغربية بشأن الأزمة الأوكرانية.
في المقابل، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي أن أهداف روسيا في أوكرانيا لم تتغير وستتحقق إما من خلال المفاوضات أو من خلال المزيد من التقدم العسكري إذا فشلت الجهود الدبلوماسية. يستخدم الكرملين مصطلح “العملية العسكرية الخاصة” للإشارة إلى غزوه الشامل لأوكرانيا في عام 2022.
وأشار بوتين إلى أنه يفضل تحقيق الأهداف من خلال الوسائل الدبلوماسية، لكنه حذر من أن روسيا ستلجأ إلى القوة العسكرية “لتحرير الأراضي التاريخية” إذا رفض الطرف الآخر والحلفاء الغربيون الانخراط في حوار بناء. هذا التصريح يثير مخاوف بشأن احتمال تصعيد الصراع.
تأتي هذه التطورات في أعقاب ضربة صاروخية روسية استهدفت شركة أمريكية في أوكرانيا، في إطار هجوم واسع النطاق. يُنظر إلى هذا الهجوم على أنه رسالة من روسيا في الوقت الذي تتزايد فيه الجهود الدبلوماسية. الوضع الإنساني في أوكرانيا يظل مأساوياً، مع استمرار الحاجة إلى المساعدات الإنسانية.
الوضع الأمني في أوكرانيا لا يزال متقلباً، مع استمرار القتال في عدة مناطق. تعتبر قضية شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014، من القضايا الرئيسية التي تعيق مفاوضات السلام. كما أن مسألة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) تظل نقطة خلاف رئيسية.
من المتوقع أن تستمر المحادثات بين الأطراف المعنية في الأسابيع المقبلة، مع التركيز على إيجاد حلول مقبولة للطرفين. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الجهود ستؤدي إلى وقف إطلاق النار أو اتفاق سلام شامل. يجب مراقبة ردود الفعل من كل من موسكو وكييف، بالإضافة إلى موقف الدول الغربية الرئيسية، لتقييم فرص نجاح مفاوضات السلام. الوضع السياسي الداخلي في كل من أوكرانيا وروسيا قد يؤثر أيضاً على مسار المفاوضات.
الخلاصة، تظل مفاوضات السلام الأوكرانية عملية معقدة ومليئة بالتحديات. الخطوة التالية المتوقعة هي استمرار المحادثات الثنائية والمتعددة الأطراف، مع التركيز على تضييق الخلافات وإيجاد أرضية مشتركة. ومع ذلك، فإن مستقبل هذه المفاوضات لا يزال غير مؤكداً، ويتوقف على العديد من العوامل السياسية والعسكرية.






