سجلت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية زلزال ألاسكا بقوة 5 درجات على مقياس ريختر في وقت مبكر من اليوم، حيث ضرب المنطقة الواقعة على بعد 250 كيلومترًا شرق مدينة تشينياك. ووفقًا لبيانات الهيئة، كان مركز الزلزال على عمق 8.7 كيلومترات تحت سطح الأرض. لم ترد حتى الآن أي تقارير عن إصابات أو أضرار كبيرة، ويعزى ذلك إلى قلة الكثافة السكانية في المنطقة وتطبيق معايير بناء صارمة.
زلزال ألاسكا: تفاصيل الهزة وأسبابها الجيولوجية
وقع الزلزال في منطقة معروفة بنشاطها الزلزالي، وهي جزء من “حزام النار” في المحيط الهادي. هذا الحزام هو منطقة التقاء للصفائح التكتونية، مما يؤدي إلى تراكم الضغط وإطلاقه على شكل زلازل. تنزلق صفيحة المحيط الهادئ تحت صفيحة أمريكا الشمالية بالقرب من ألاسكا، وهي عملية مستمرة تسبب هذه الهزات.
تعتبر ألاسكا من بين أكثر المناطق نشاطًا زلزاليًا في العالم. فقد شهدت الولاية زلزالًا مدمرًا عام 1964، بلغت قوته 9.2 درجة، وهو ثاني أقوى زلزال تم تسجيله على الإطلاق. وقد أدى هذا التاريخ الزلزالي إلى تطوير أنظمة مراقبة وإنذار مبكر متقدمة في المنطقة.
تصاعد النشاط الزلزالي العالمي في عام 2025
يأتي هذا الزلزال في ظل ملاحظة خبراء الزلازل زيادة في عدد الهزات الأرضية حول العالم منذ بداية عام 2025. وتشير التقارير إلى أن هذه الزلازل تحدث في مناطق مختلفة، بما في ذلك آسيا وأمريكا الجنوبية وحوض البحر الأبيض المتوسط، وتتراوح قوتها بين المتوسطة والقوية. ويرى بعض العلماء أن هذا التصاعد قد يكون مرتبطًا بالنشاط الطبيعي لحركة الصفائح التكتونية.
ومع ذلك، يرى آخرون أن التقدم في تكنولوجيا الرصد الزلزالي قد ساهم في الكشف عن المزيد من الهزات التي كانت تمر دون ملاحظة في السابق. فقد أصبحت الشبكات العالمية للمراقبة أكثر حساسية وقدرة على تسجيل الهزات الصغيرة والمتوسطة، مما يؤدي إلى زيادة في عدد الزلازل المبلغ عنها. هذا التحسن في الرصد يمثل تطورًا هامًا في مجال إدارة الكوارث.
أنواع الزلازل المختلفة
من المهم فهم الأنواع المختلفة للزلازل لتحديد أسبابها المحتملة وتقييم المخاطر المرتبطة بها. تُصنف الزلازل بشكل رئيسي إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
الزلازل التكتونية
وهي الأكثر شيوعًا، وتحدث نتيجة لحركة الصفائح التكتونية وانزلاقها على طول الصدوع. زلزال ألاسكا الأخير هو مثال على هذا النوع من الزلازل.
الزلازل البركانية
تحدث هذه الزلازل بسبب النشاط البركاني وحركة الصهارة تحت سطح الأرض. عادة ما تكون هذه الزلازل أقل قوة من الزلازل التكتونية، ولكنها يمكن أن تكون مدمرة في المناطق القريبة من البراكين.
الزلازل المستحثة
تنتج هذه الزلازل عن الأنشطة البشرية، مثل بناء السدود الكبيرة، أو استخراج النفط والغاز، أو التعدين، أو التفجيرات. وقد أظهرت الدراسات أن بعض هذه الأنشطة يمكن أن تزيد من خطر حدوث الزلازل في المناطق المعرضة.
توقعات مستقبلية ومراقبة مستمرة
تشير التوقعات إلى أن النشاط الزلزالي في ألاسكا سيستمر في المستقبل، نظرًا لموقعها الجيولوجي النشط. تواصل هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية ومؤسسات أخرى مراقبة المنطقة عن كثب، وتحليل البيانات لتحديد المناطق الأكثر عرضة للخطر. بالإضافة إلى ذلك، يتم العمل على تطوير أنظمة إنذار مبكر أكثر فعالية، لتقليل الأضرار والخسائر المحتملة. من المتوقع نشر تقرير مفصل عن النشاط الزلزالي في المنطقة خلال الربع القادم من العام.
العلماء يراقبون أيضًا التغيرات في أنماط الزلازل العالمية، ويحاولون فهم العلاقة بين هذه التغيرات والعمليات الجيولوجية الأعمق. ومع ذلك، لا يزال التنبؤ بالزلازل بدقة يمثل تحديًا كبيرًا، ويتطلب المزيد من البحث والتطوير.




