زخم نمو القطاع الخاص في الإمارات مستمر بدعم من الإنتاج رغم ضعف المبيعات

واصل القطاع الخاص غير النفطي في الإمارات النمو الشهر الماضي بدعم من ارتفاع الإنتاج، وعلى الرغم من تأثره بتباطؤ وتيرة الزيادة في المبيعات لأدنى مستوى في أكثر من أربع سنوات، بحسب مؤشر مديري المشتريات الصادر عن “إس آند بي غلوبال” (S&P Global) اليوم الأربعاء.

زاد معدل إنتاج الشركات غير النفطية في الإمارات بوتيرة هي الأسرع منذ 6 أشهر، ليفوق بقليل المتوسط طويل المدى، فيما أشارت الشركات إلى عوامل داعمة من بينها ارتفاع المبيعات، وأعمال المشاريع الجارية، ونمو الأسواق المحلية. 

زاد مؤشر مديري المشتريات الرئيسي إلى 53.3 نقطة في أغسطس من 52.9 نقطة في يوليو وهو الأدنى في 49 شهراً، ليظل أعلى من مستوى الخمسين نقطة الفاصل بين النمو والانكماش. 

ضغوط المنافسة وسلاسل التوريد تعرقل نمو المبيعات

عزت الشركات غير النفطية في الإمارات تباطؤ المبيعات للشهر الرابع على التوالي إلى ضغوط المنافسة، وتحديات في سلسلة التوريد، مما دفع مؤشر الطلبات الجديدة المعدل في ضوء العوامل الموسمية لتسجيل أدنى مستوى منذ يونيو 2021. 

يرى ديفيد أوين، خبير اقتصادي أول لدى “إس آند بي غلوبال ماركت إنتليجنس”، أن تباطؤ المبيعات عزز المخاوف بشأن تلاشي زخم النمو مما يعني أن الإنتاج أصبح يعتمد بشكل متزايد على الأعمال المتراكمة.

وأضاف أن “الانخفاض المتجدد في حجم مستلزمات الإنتاج التي اشترتها الشركات.. وهو أول انخفاض منذ منتصف 2021 يعطي إشارة على تلاشي الطلب في النصف الثاني من هذا العام، وجاء هذا الانخفاض في ظل تراجع معدل تحسن ظروف سلسلة التوريد، وهو ما قيل إنه تسبب أيضاًُ في تعطيل الأسواق”. 

الشركات الإماراتية تقلص المشتريات 

مع تراجع زخم الطلب، قلصت الشركات مشترياتها من مستلزمات الإنتاج للمرة الأولى منذ ما يزيد قليلاً عن 4 سنوات، مما أدى إلى انكماش مخزوناتها، وذلك جراء تباطؤ نمو المبيعات. كما واصلت الأعمال المتراكمة ارتفاعها، وهو الاتجاه المستمر منذ أوائل 2024. 

من ناحية أخرى، ضغطت الأجور على التكاليف، إذ رفعتها الشركات بسبب ضغوط المعيشة والحوافز المرتبطة بالأداء، مما دفع معدل التضخم في أسعار مستلزمات الإنتاج لأعلى مستوى منذ فبراير. في المقابل، رفعت الشركات أسعار مبيعاتها بوتيرة أسرع لمواجهة الزيادات في التكلفة. 

في الوقت نفسه، تحسنت نظرة الشركات لتوقعات الإنتاج، لتسجل أعلى مستوياتها منذ أكتوبر الماضي في ظل آمال بأن تساهم الظروف الاقتصادية المحلية المستقرة والعلاقات القوية مع العملاء في دعم النمو.