أعلنت الهيئة العامة للزكاة والضريبة والجمارك (زاتكا) عن تكثيف جولاتها الرقابية في جميع أنحاء المملكة، ورصد عدد من المخالفات المتعلقة بالالتزام بالأنظمة الضريبية. وتأتي هذه الجولات بهدف ضمان تطبيق الضرائب بشكل عادل وفعال، والحد من التهرب الضريبي والممارسات التجارية غير القانونية. تسعى الهيئة لحماية حقوق المستهلكين والدولة على حد سواء من خلال هذه الإجراءات.
ووفقًا لتصريحات المتحدث الرسمي للهيئة، تركز الزيارات التفتيشية على قطاع الأعمال، وقد أسفرت الأيام الأخيرة عن رصد مخالفات رئيسية تشمل عدم وجود أختام ضريبية على الفواتير، وعدم إصدار إشعارات المدين والدائن بشكل صحيح، بالإضافة إلى عدم الامتثال لمتطلبات إصدار الفاتورة الضريبية الإلكترونية. تستمر هذه الحملات التفتيشية بشكل دوري ومستمر في مختلف المناطق.
أهمية الالتزام بأنظمة الضرائب والجمارك
يُعد الالتزام بالأنظمة الضريبية جزءًا أساسيًا من دعم الاقتصاد الوطني وتمويل الخدمات العامة. تعتمد الدولة على الإيرادات الضريبية لتمويل مشاريع البنية التحتية، والرعاية الصحية، والتعليم، وغيرها من القطاعات الحيوية. كما أن الالتزام الضريبي يعزز الشفافية والعدالة في النظام الاقتصادي.
تأتي هذه الرقابة في سياق جهود مستمرة من الهيئة العامة للزكاة والضريبة والجمارك لتحديث وتطوير الأنظمة الضريبية في المملكة، بما يتماشى مع أفضل الممارسات الدولية. شهدت السنوات الأخيرة إطلاق مبادرات عديدة لتسهيل عملية الامتثال الضريبي على المكلفين، مثل نظام الفاتورة الضريبية الإلكترونية. يهدف هذا النظام إلى أتمتة العمليات الضريبية وتقليل الأخطاء.
المخالفات الأكثر شيوعًا وتأثيرها
عدم وجود الأختام الضريبية على الفواتير يعتبر مخالفة جسيمة، حيث يتيح التلاعب بالبيانات الضريبية والتهرب من دفع المستحقات. كما أن عدم إصدار إشعارات المدين والدائن يخل بالنظام المحاسبي ويصعب عملية التدقيق والتحقق من صحة العمليات التجارية. أما عدم إصدار الفاتورة الضريبية الإلكترونية، فيعد مخالفة تتعارض مع الأنظمة الجديدة التي تسعى الهيئة لتطبيقها.
تتراوح العقوبات على هذه المخالفات بين الغرامات المالية وإجراءات أكثر صرامة، مثل إيقاف النشاط التجاري. تعتمد قيمة الغرامة على طبيعة المخالفة ومدى تكرارها. وتشدد الهيئة على أنها لن تتهاون في تطبيق العقوبات على المخالفين. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم الامتثال للأنظمة الضريبية قد يؤثر سلبًا على سمعة المنشأة وثقة العملاء بها.
تعتبر الفاتورة الضريبية الإلكترونية أداة رئيسية في مكافحة التهرب الضريبي، حيث توفر سجلًا دقيقًا وموثوقًا بالعمليات التجارية. ونظام زاتكا يتيح للمكلفين إصدار الفواتير والتحقق منها إلكترونيًا، مما يقلل من فرص التزوير والتلاعب. الضريبة المضافة و الزكاة هما من أهم مصادر الدخل الحكومي.
دور المستهلك في مكافحة المخالفات الضريبية
تشجع الهيئة العامة للزكاة والضريبة والجمارك المستهلكين على لعب دور فعال في مكافحة المخالفات الضريبية والإبلاغ عن أي ممارسات مشبوهة. يمكن للمستهلكين تقديم بلاغاتهم عبر الموقع الإلكتروني للهيئة (https://zatca.gov.sa/ar/Pages/default.aspx) أو من خلال تطبيق “زاتكا” على الهواتف الذكية.
وتقدم الهيئة حوافز تشجيعية للمبلغين عن المخالفات، حيث تُدفع مكافأة بنسبة 2.5% من قيمة المخالفات والغرامات المفروضة على المنشأة المخالفة، بحد أقصى مليون ريال سعودي، وحد أدنى 1000 ريال سعودي. تهدف هذه المكافآت إلى تشجيع التعاون بين الهيئة والمستهلكين في حماية حقوقهم وحقوق الدولة. وكانت الهيئة قد أطلقت حملات توعية للمستهلكين حول كيفية التحقق من صحة الفواتير الضريبية والتأكد من أنها تحمل الأختام الضريبية المطلوبة.
However, يجب على المستهلكين التأكد من صحة المعلومات التي يقدمونها في البلاغات لتجنب أي إجراءات قانونية ضدهم. وتؤكد الهيئة على أنها تحافظ على سرية هوية المبلغين عن المخالفات، وتحمي حقوقهم وفقًا للأنظمة والقوانين.
Meanwhile, تسعى الهيئة إلى تنظيم قطاع الأعمال وضبطه، من خلال الرقابة المستمرة والتدقيق في العمليات التجارية. ويعتبر دعم برنامج التحول الرقمي في المملكة جزءًا أساسيًا من هذه الجهود، حيث يتيح استخدام التقنيات الحديثة في جمع وتحليل البيانات الضريبية. كما أن الهيئة تعمل على تطوير مهارات موظفيها وتزويدهم بأحدث الأدوات والتقنيات اللازمة لأداء مهامهم بكفاءة وفعالية.
In contrast, قد يواجه بعض المكلفين صعوبات في الامتثال للأنظمة الضريبية الجديدة، خاصةً المنشآت الصغيرة والمتوسطة. لذلك، تقدم الهيئة الدعم والإرشاد اللازمين للمكلفين لمساعدتهم على فهم الأنظمة وتطبيقها بشكل صحيح. وتتوفر قنوات اتصال متعددة للهيئة، مثل الخط الساخن والبريد الإلكتروني، للرد على استفسارات المكلفين وتقديم المساعدة لهم. يتضمن ذلك توضيح إجراءات التسجيل، ودفع الضرائب، وإصدار الفواتير الضريبية.
في الختام، تستمر الهيئة العامة للزكاة والضريبة والجمارك في جهودها الرقابية والتوعوية لتعزيز الالتزام الضريبي وتحقيق العدالة الضريبية في المملكة. من المتوقع أن تعلن الهيئة عن نتائج الجولات التفتيشية القادمة خلال الأشهر القليلة المقبلة، وأن تتخذ الإجراءات اللازمة ضد المخالفين. يبقى تقييم مدى فعالية نظام الفاتورة الضريبية الإلكترونية و تأثيره على الإيرادات الضريبية هو الأمر الذي يجب مراقبته في الفترة القادمة.






