تستعد شركة ريو تينتو، عملاق التعدين، لإعادة هيكلة شاملة لعملياتها، مع التركيز على تسريع المشاريع التي تحقق عوائد أسرع وأفضل. تأتي هذه الخطوة بقيادة سيمون تروت، الرئيس التنفيذي الجديد للشركة، والذي كان في السابق رئيس قسم الحديد الخام، وهو أكبر قطاع أعمال في ريو تينتو. تهدف هذه الاستراتيجية الجديدة إلى تبسيط العمليات وزيادة الكفاءة في قطاع الليثيوم ومجالات التعدين الأخرى.

إعادة هيكلة شاملة لشركة ريو تينتو

سيقدم الرئيس التنفيذي سيمون تروت رؤيته للشركة المبسطة خلال فعالية “يوم أسواق رأس المال” في لندن يوم الخميس. تشير التوقعات إلى أن عملية إعادة التنظيم ستشمل بيع بعض الأصول، وإبطاء وتيرة تطوير مشاريع الليثيوم، بالإضافة إلى إجراء المزيد من تخفيضات التكاليف، وفقًا لمحللين.

تعديل استراتيجية الليثيوم

تدرس ريو تينتو إمكانية إبطاء الجدول الزمني لتطوير بعض مشاريع الليثيوم، خاصة بعد الاستحواذ على شركة Arcadium Lithium مقابل 6.7 مليار دولار العام الماضي. ومع ذلك، لا تزال الشركة ملتزمة بالاستثمار في الليثيوم، ولكن المشاريع الجديدة ستخضع لتقييم صارم للتأكد من قدرتها على تحقيق عوائد مجدية.

أعلن تروت في أغسطس عن نموذج تشغيلي جديد وفريق تنفيذي جديد لتشكيل الفصل التالي للشركة. دخل قطاع الليثيوم ضمن مجموعة الألمنيوم تحت قيادة جيروم بيكريس. وأكد تروت على أهمية التركيز على عدد محدود من المشاريع لتحقيق نتائج ملموسة، قائلاً: “إذا حاولت فعل كل شيء، فلن تنجز أي شيء.”

على الرغم من التحديات التي تواجه سوق الليثيوم، لا تزال ريو تينتو ترى طلباً قوياً على هذا المعدن، مدفوعاً بالزيادة في مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 27٪ على أساس سنوي خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي. كما أن الطلب على بطاريات التخزين الثابتة يساهم في زيادة الطلب الإجمالي.

التركيز على العائدات السريعة

في المقابل، قررت المجموعة الشهر الماضي إيقاف مشروع ليثيوم بقيمة 2.4 مليار دولار في صربيا بعد سنوات من المحاولات للحصول على التصاريح اللازمة. يعكس هذا القرار تركيز الشركة على تبسيط محفظتها الاستثمارية وتحديد أولويات الفرص قصيرة الأجل.

تعتبر الأولوية لتحقيق عوائد سريعة وفعالة من حيث التكلفة جوهر الاستراتيجية الجديدة لريو تينتو تحت قيادة تروت. وأكد تروت في رسالة بريد إلكتروني لموظفي الشركة في أكتوبر أن التغييرات التي يتم إجراؤها ليست تدريجية بل أساسية، وأنها تهدف إلى تحسين أداء الشركة وتسهيل العمل على العاملين في الخطوط الأمامية.

شهد الطلب على الليثيوم تقلبات كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث تذبذبت الأسعار بين الارتفاع والانخفاض بسبب عوامل مثل وتيرة تبني السيارات الكهربائية، والنمو الاقتصادي في الصين، والتغيرات في الحماس تجاه التحول الطاقي في الولايات المتحدة. يشير خبراء الصناعة إلى أن ظهور منتجين جدد مثل البرازيل وزيمبابوي، بالإضافة إلى تباطؤ نمو الطلب على السيارات الكهربائية، ساهم في زيادة المعروض وتراجع الأسعار.

من المتوقع أن يكشف تروت عن تفاصيل إضافية حول خطط إعادة الهيكلة خلال فعالية يوم الخميس في لندن. سيراقب المستثمرون عن كثب قرارات الشركة بشأن مشاريع الليثيوم، بالإضافة إلى استراتيجيتها العامة لتحقيق النمو المستدام في قطاع التعدين. لا تزال هناك حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل سوق المعادن، وسيتطلب الأمر من ريو تينتو التكيف مع الظروف المتغيرة للحفاظ على مكانتها كشركة رائدة في هذا المجال.

بالإضافة إلى الليثيوم، تركز ريو تينتو أيضًا على تطوير مشاريع الحديد الخام والنحاس، والتي تعتبر محركات نمو رئيسية للشركة. تعتبر هذه المشاريع ذات أولوية عالية نظرًا لارتفاع الطلب العالمي على هذه الموارد، خاصة مع التوسع في البنية التحتية في الاقتصادات الناشئة.

شاركها.