تخضع عمليات شراء النفط التي تعتمدها شركة “ريلاينس إندستريز” (Reliance Industries) لتدقيق متزايد، عقب إعلان الاتحاد الأوروبي عن قيود جديدة على الديزل المكرر من الخام الروسي.

قال متعاملون إن “ريلاينس” اشترت نفط “مربان” من أبوظبي في صفقة نادرة أواخر الأسبوع الماضي، موضحين أن الشحنة تم الحصول عليها بعد وقت قصير من حزمة العقوبات التي أُعلنت يوم الجمعة.

لا تُعد شركة التكرير الخاصة من المشترين المعتادين للخام الإماراتي الفاخر، الذي غالباً ما يكون أعلى سعراً من خام الأورال الروسي وأنواع الخام الأثقل القادمة من الشرق الأوسط، التي تمثل مصادر الشراء المعتادة للشركة. 

تحركات لتنويع الإمدادات بعيداً عن روسيا

من جهة أخرى، أفاد أشخاص مطّلعون على خطط الاستيراد لدى “ريلاينس”، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين بالحديث للإعلام، بأن الشركة بدأت بالفعل في البحث عن تنويع مصادرها من النفط الخام بعيداً عن روسيا، التي تُعد حتى الآن أكبر مورد لها منذ مطلع العام.

لم يتسنّ الحصول على تعليق فوري من المتحدث باسم الشركة عند الاتصال به خلال ساعات العمل الرسمية.

تُعد “ريلاينس”، شركة التكرير العملاقة المملوكة للملياردير موكيش أمباني، من بين أبرز المستفيدين عالمياً من الحرب الروسية في أوكرانيا، إلى جانب مصافٍ هندية أخرى.

أحجمت أوروبا عن شراء الخام الروسي عقب غزو أوكرانيا في 2022، ما دفع موسكو إلى تقديم خصومات كبيرة على شحناتها، الأمر الذي شجّع المصافي الهندية على تكثيف مشترياتها لإنتاج وقود مثل الديزل، وإعادة تصديره إلى عملاء في الغرب.

روسيا وفّرت نصف واردات “ريلاينس” النفطية

أظهرت بيانات تتبع الشحنات التي جمعتها شركة “كبلر” أن روسيا وفّرت ما يقرب من نصف واردات “ريلاينس” من النفط الخام حتى الآن هذا العام، في حين تم تصدير نحو خُمس إجمالي منتجاتها المكررة إلى أوروبا.

وضع قيام “ريلاينس” بتكرير الخام الروسي وتحويله إلى ديزل يُباع في أوروبا، الشركة في مرمى الضغوط الجديدة التي يمارسها الاتحاد الأوروبي على موسكو، مع اقتراب سريان الحظر الجديد في 21 يناير من العام المقبل.

ورغم أنه من المبكر الجزم بإقدام “ريلاينس” على الابتعاد بشكل حاسم عن روسيا، إلا أن بعض المتعاملين يرون مؤشرات أولية على أن الشركة بدأت تبحث عن بدائل، لا سيما من منطقة الشرق الأوسط.

مع ذلك، يبقى من غير الواضح كيف ستتمكن شركة التكرير العملاقة من تأمين نحو 600 ألف برميل يومياً من مصادر أخرى، ولا بأي كلفة، بحسب المتعاملين.

وعبّرت الهند عن انتقادها للعقوبات الأوروبية الأخيرة، إذ شدد وزير الخارجية فيكرام ميسري يوم الثلاثاء على ضرورة تحقيق “توازن” عند فرض عقوبات ثانوية تتعلق بشراء النفط والغاز من روسيا. 

شاركها.