أعلنت موسكو اليوم الثلاثاء أن الأمر الذي أصدره الرئيس فلاديمير بوتين بزيادة قوام الجيش الروسي “ليصبح ثاني أكبر قوة عسكرية في العالم” ضروري لمواجهة التهديدات المتزايدة وعدم الاستقرار على الحدود الروسية.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف -للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف- إن ذلك “يرجع إلى عدد التهديدات التي تواجهها بلادنا” وما سماها البيئة المعادية للغاية على الحدود الغربية لروسيا وعدم الاستقرار على حدودها الشرقية، وإن ذلك يتطلب اتخاذ التدابير اللازمة.
وأمس الاثنين، أمر بوتين بزيادة القوات النظامية في الجيش الروسي بنحو 180 ألف جندي إلى 1.5 مليون، في خطوة من شأنها أن تجعله ثاني أكبر جيش في العالم بعد نظيره الصيني قياسا بعدد القوات.
كما يمكن أن تجعل تلك الخطوة روسيا تتخطى الولايات المتحدة والهند في عدد القوات النظامية وتصبح في المرتبة الثانية بعد الصين، وذلك بحسب بيانات المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، وهو مركز أبحاث عسكري كبير، وفق رويترز.
وتسعى موسكو إلى زيادة عدد الجنود النظاميين للمرة الثالثة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، في وقت تتقدم فيه القوات الروسية في شرق أوكرانيا على أجزاء من خط المواجهة الواسع الذي يبلغ طوله ألف كيلومتر، في حين تحاول إخراج القوات الأوكرانية من منطقة كورسك الروسية.
وقال رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الروسي أندريه كارتابولوف أمس الاثنين إن جزءا من مسوغات التوسع هو إنشاء هياكل ووحدات عسكرية جديدة لتحسين الأمن في شمال غرب روسيا بعد انضمام فنلندا المجاورة إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم أن سفينتين صينيتين وصلتا إلى فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي لإجراء مناورات مشتركة مع روسيا، في مؤشر جديد على التقارب بين موسكو وبكين.
وفي 10 سبتمبر/أيلول الجاري شاركت سفن حربية صينية في مناورات مشتركة مع الروس في شمال بحر اليابان، في إطار مناورات بحرية واسعة النطاق تنظمها موسكو في المحيطين الهادي والأطلسي وفي المتوسط وبحر قزوين وبحر البلطيق.
كما عبرت روسيا في وقت سابق عن مخاوفها بشأن ما وصفتها بالعسكرة المتزايدة المدعومة من الولايات المتحدة لليابان والخطط المحتملة لنشر صواريخ أميركية هناك، في ظل اتهامات روسية للغرب بالتحضير لحرب واسعة.
وقال ألكسندر فومين نائب وزير الدفاع الروسي يوم الجمعة الماضي إن الدول الغربية تنشئ تحالفات عسكرية مماثلة لحلف الناتو في منطقة آسيا والمحيط الهادي، بهدف الاستعداد لحرب واسعة النطاق وتكرار الحرب الأوكرانية.
ومطلع يونيو/حزيران الماضي قال ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي إن الرئيس فلاديمير بوتين سمح لأول مرة بإرسال الأسلحة الروسية إلى مناطق في حالة حرب مع الدول التي تزود أوكرانيا بالسلاح.
وفي يوليو/تموز الماضي صوّت مجلس النواب الروسي على رفع الحد الأقصى لسن تجنيد الرجال إلى 30 عاما بدلا من 27، ودخل التشريع الجديد حيز التنفيذ في الأول من يناير/كانون الثاني الماضي.
كما وقع بوتين أواخر مارس/آذار الماضي مرسوما بشأن التجنيد العسكري الروتيني في فصل الربيع يتم بموجبه استدعاء 150 ألف مواطن لأداء الخدمة العسكرية الإلزامية.