|

أفادت وكالة تاس الروسية للأنباء اليوم الخميس نقلا عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بأن العملية الروسية لطرد القوات الأوكرانية من منطقة كورسك غربي روسيا دخلت مرحلتها الأخيرة، في حين قال مساعد الرئيس الروسي إن دول الناتو لديها نية تكثيف الهجمات الإلكترونية ضد موسكو.

وزار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كورسك أمس الأربعاء لأول مرة منذ سيطرة القوات الأوكرانية على أجزاء منها في أغسطس/آب الماضي.

وتأتي زيارة بوتين -التي ظهر فيها مرتديا الزي العسكري- بعد موافقة أوكرانيا على مقترح أميركي لهدنة مع روسيا تستمر شهرا.

وخلال زيارته أكد بوتين على ضرورة هزيمة القوات الأوكرانية في كورسك بأسرع وقت ممكن واستعادة الحدود الدولية.

وتلقى بوتين معلومات عن الوضع في المنطقة من رئيس الأركان الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف.

وأفاد غيراسيموف بأنه تم تحرير أكثر من 1100 كيلومتر مربع، وهو ما يعادل 86% من مساحة منطقة كورسك التي دخلها الجيش الأوكراني في أغسطس/آب العام الماضي.

وأضاف أن خسائر الجيش الأوكراني في منطقة كورسك تجاوزت 67 ألف جندي.

وأوضح رئيس الأركان الروسي أن القوات الأوكرانية في كورسك محاصرة ومعزولة وتتعرض للتدمير المستمر، في حين تواصل القوات الروسية تحرير الأراضي الروسية بهدف الوصول إلى الحدود في أقرب وقت.

أهمية كورسك

ويرى الكاتب والمحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف أن استعادة الجيش الروسي منطقة كورسك من القوات الأوكرانية لها آثار على مستويات عدة، فمن الناحية السياسية يمكن القول إن السلطات الأوكرانية حاولت استغلال الاحتلال الجزئي لمقاطعة كورسك في قضايا سياسية لدفع روسيا إلى نوع من الصفقة أي مبادلة مقاطعة كورسك بانسحاب القوات الأوكرانية منها مقابل انسحاب القوات الروسية من دونباس.

لكن روسيا -حسب الكاتب- ترى أن مثل هذه العملية ستكون بمثابة استبدال أراضٍ روسية بأخرى روسية، وهو أمر غير مقبول تماما بالنسبة لموسكو، وفي نهاية المطاف ستفرض روسيا شروطها على أوكرانيا كما هو الحال في جميع النزاعات القتالية، إذ تبنى مفاوضات السلام على الواقع الذي يتشكل نتيجة للمعارك الدائرة.

وهذا الواقع في هذه المرحلة يصب في مصلحة روسيا، وبالإضافة إلى ذلك لا تزال العمليات القتالية مستمرة، ونشهد تقدما للقوات الروسية على مختلف الجبهات، سواء في كورسك أو دونباس.

لذلك، فإن لتحرير هذه المقاطعة أيضا أهمية سياسية، إذ لن تتمكن أوكرانيا من استغلال هذه الأوضاع لصالحها، حسب أونتيكوف.

هجوم من الناتو

من جهة أخرى، قال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي إن “معلوماتنا تفيد بنية دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) تكثيف الهجمات ضد أنابيبنا تحت الماء وناقلات نفطنا وسفننا”.

وأضاف أوشاكوف أن الناتو يهاجم إلكترونيا معدات الملاحة الروسية، مما يؤدي إلى حوادث، وهناك احتمال لتزايد تهديد الموانئ والملاحة في بحر البلطيق من دول أوروبية أعضاء في الناتو.

وأكد أن روسيا لم تسمح بأي مساس بمصالحها الوطنية في منطقة البلطيق، مشيرا إلى أن الجناح الأوروبي للناتو يواصل حصارنا بهذه المنطقة، متجاهلا الحوار بين موسكو وواشنطن.

وقال مساعد الرئيس الروسي إن التهديدات العسكرية ستزداد على خلفية قمة الاتحاد الأوروبي التي قررت عسكرة أوروبا بشكل واسع.

وتابع أن لندن مهتمة بتعطيل المفاوضات بشأن أوكرانيا، وكذلك تعطيل تطبيع العلاقات الروسية الأميركية، كما أن فنلندا تتحول مرة أخرى كما عام 1939 إلى نقطة انطلاق لعدوان محتمل على روسيا.

ومنذ 24 فبراير/شباط 2022 تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا تشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف تدخلا في شؤونها.

شاركها.