|

رفضت روسيا، اليوم الأربعاء، اقتراح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مبادلة الأراضي التي تحتلها القوات الروسية في أوكرانيا بمناطق تسيطر عليها كييف داخل الأراضي الروسية.

وقال زيلينسكي، في مقابلة مع صحيفة “الغارديان” البريطانية، إنه في حال إجراء مفاوضات مع موسكو، سيعرض مقايضة الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة كورسك الروسية مقابل استعادة أراضٍ أوكرانية تحت الاحتلال الروسي، مضيفا: “سنتبادل منطقة مقابل أخرى”.

واعتبر رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري بيسكوف، الفكرة بأنها “هراء”، حيث قال “ذلك مستحيل.. لم تناقش روسيا قط ولن تناقش مسألة مبادلة أراضيها”.

وتعهد بيسكوف بأن يتم “تدمير” أو إخراج القوات الأوكرانية التي تسيطر على أراضٍ داخل روسيا، مؤكدا أن موسكو لن تتخلى عن أي من أراضيها.

هجمات روسية

وبعد ساعات من إعلان زيلينسكي عن مقترحه، شنت روسيا هجوما واسعا بالطائرات المسيّرة والصواريخ على كييف، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 4 آخرين، بينهم طفل، وألحق الهجوم أضرارا بمجمعات سكنية وأبنية تضم مكاتب وبنى تحتية مدنية.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية أنها استهدفت “مواقع صناعية مرتبطة بإنتاج الطائرات المسيّرة”، مشيرة إلى نجاح جميع الضربات.

بدورها، أعلنت أجهزة الطوارئ عن نشر حوالي 120 مسعفا في 3 مناطق متضررة من القصف، كما أكدت السلطات أنه تم إخماد الحرائق الناجمة عن الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة.

وفي منطقة تشيرنيغيف، شمال كييف، قال الحاكم فياتشيسلاف تشاوس إن القصف الروسي استهدف “بنية تحتية حيوية”، ما أسفر عن إصابة شخصين بجروح.

وأكد سلاح الجو الأوكراني أنه تمكّن من إسقاط 6 صواريخ و71 مسيّرة من أصل 123، من بينها طائرات “شاهد” الإيرانية الصنع.

من جانبه، قال زيلينسكي عقب الهجوم إن “بوتين لا يستعد للسلام، بل يواصل قتل الأوكرانيين وتدمير المدن”، مطالبا بمزيد من الضغوط الدولية على روسيا.

وتسيطر روسيا حاليا على ما يقرب من 20% من أراضي أوكرانيا، بينما تسيطر أوكرانيا على حوالي 450 كيلومترا مربعا من منطقة كورسك الروسية.

العلاقات الثنائية

ومن المقرر أن يلتقي زيلينسكي، الجمعة، جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال مؤتمر ميونخ للأمن، حيث ستتصدر الحرب الأوكرانية جدول الأعمال.

كما سيزور كيث كيلوغ، مبعوث الرئيس الأميركي، أوكرانيا الأسبوع المقبل في إطار جهود صياغة مقترح لوقف القتال.

وكان ترامب قد تعهد بإنهاء الحرب في أوكرانيا، مرجحا استخدام المساعدات الأميركية المقدمة لكييف كورقة ضغط لإجبارها على التنازل عن أراضٍ لصالح روسيا.

وفي سياق متصل، استقبل ترامب أمس الثلاثاء مارك فوغيل، المواطن الأميركي الذي كان مسجونا في روسيا منذ عام 2021 بتهم تتعلق بالمخدرات، في البيت الأبيض بعد أن أطلقت موسكو سراحه بوساطة الموفد الأميركي ستيفن ويتكوف.

وصرح ترامب بأن روسيا تعاملت مع فوغيل “بشكل جيد جدا”، معربا عن أمله في أن تكون هذه الخطوة “بداية لعلاقة يمكن من خلالها إنهاء الحرب في أوكرانيا”.

من جانبه، قال بيسكوف إن الإفراج عن فوغيل جاء ضمن صفقة تبادل مع الولايات المتحدة، لكنه رفض الكشف عن هوية المواطن الروسي المفرج عنه حتى عودته إلى روسيا.

واستبعد بيسكوف أن تكون هذه العملية “نقطة تحول” في العلاقات الثنائية، معتبرا أنها قد تساهم فقط في تخفيف التوترات بشكل تدريجي.

شاركها.