يعاني أهالي غزة معاناةً إنسانية عميقة منذ سنوات طويلة بسبب الاحتلال والحصار المفروض على القطاع، ويعيش أكثر من مليوني فلسطيني في مساحة صغيرة مكتظة، محرومين من أبسط مقومات الحياة الكريمة، فالكهرباء لا تصل إلا لساعات محدودة يوميًا، والمياه ملوثة أو شحيحة، والبطالة بين الشباب تتجاوز معدلات قياسية.
الأدوية والمستلزمات الطبية
كما أن المستشفيات تعاني نقصًا حادًا في الأدوية والمستلزمات الطبية، فيما يجد المرضى صعوبة في السفر للعلاج خارج القطاع بسبب إغلاق المعابر المتكرر.
ويتعرض السكان باستمرار للعدوان والقصف الذي يدمّر البيوت والبنية التحتية ويزرع الخوف في نفوس الأطفال والنساء كثير من العائلات فقدت أحبّاءها أو منازلها، ومع ذلك يواصل الناس صمودهم بأملٍ لا ينكسر، متمسكين بحقهم في الحياة والحرية.
آثارًا نفسية عميقة
التعليم أيضًا يتأثر بشدة، فالكثير من المدارس تُستهدف أو تُستخدم كملاجئ أثناء الحروب، ما يترك آثارًا نفسية عميقة على الأطفال.
ورغم كل هذا الألم، يثبت أهل غزة للعالم أن الإرادة أقوى من الحصار، وأن روح الصمود لا تُقهر، فهم يعيشون على أمل غدٍ أفضل ينتهي فيه الاحتلال ويُرفع الحصار، ليتمكنوا من العيش بكرامة وسلام في وطنٍ حرّ.
خيار السلام هو المخرج الوحيد
من جانب آخر؛ قال اللواء حابس الشروف، مدير معهد فلسطين للأمن القومي، إن الموقف الإسرائيلي الداخلي بات أكثر ميلاً نحو التهدئة بعد عامين من الحرب التي خلفت خسائر اقتصادية واجتماعية وعسكرية جسيمة، مشيرًا إلى أن الأوساط السياسية في تل أبيب تدرك أن استمرار القتال لن يجلب لها سوى مزيد من الأعباء، موضحا أن الحكومة الإسرائيلية باتت تدرك أن خيار السلام هو المخرج الوحيد من هذه الأزمة المتفاقمة، وأن الولايات المتحدة هي صاحبة القرار الأول والأخير في تحديد مسار الموقف الإسرائيلي من أي تسوية قادمة.
التراجع الإسرائيلي عن بعض التصريحات
وأضاف اللواء الشروف، خلال مداخلة مع قناة «القاهرة الإخبارية»، أن زيارة المبعوث الأمريكي روبيو إلى إسرائيل حملت رسائل واضحة مفادها أن واشنطن ماضية في تثبيت اتفاق السلام ورفض أي خطوات أحادية، خاصة ما يتعلق بضم الضفة الغربية، مؤكدا أن التراجع الإسرائيلي عن بعض التصريحات العدائية تجاه الدول العربية جاء نتيجة مباشرة للضغوط الأمريكية، التي ما زالت ترى أن نجاح اتفاق شرم الشيخ يمثل ضمانة لاستقرار المنطقة بأكملها.
الموقف الرسمي في تل أبيب
وأكد مدير معهد فلسطين للأمن القومي أن التصريحات المتطرفة الصادرة عن بعض الوزراء الإسرائيليين، مثل بن غفير وسموتريتش، لا تمثل الموقف الرسمي في تل أبيب، مشيرًا إلى أن أطرافًا عديدة داخل الحكومة الإسرائيلية نفسها تعارض تلك الطروحات رفضًا قاطعًا.
الداخل الإسرائيلي
وشدد على أن الداخل الإسرائيلي أصبح أكثر وعيًا بأن الاستمرار في النهج العدواني لن يحقق أي مكاسب، بل سيزيد من عزلة إسرائيل السياسية ويفتح الباب أمام تصعيد جديد لا تملك القدرة على احتماله.






