الكنيست الإسرائيلي يصوّت على مشروع قرار لضم الضفة الغربية
في خطوة تُعتبر تحديًا جديدًا للقرارات الدولية، يعتزم الكنيست الإسرائيلي التصويت اليوم (الأربعاء) على مشروع قرار يدعم فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، ما يمهد فعليًا لضمها إلى إسرائيل. يأتي هذا التحرك في سياق تصعيد سياسي وميداني متواصل من قبل إسرائيل.
خلفية تاريخية وسياسية
تعود جذور النزاع حول الضفة الغربية إلى حرب 1967 عندما احتلت إسرائيل هذه الأراضي. ومنذ ذلك الحين، كانت هناك محاولات متعددة لحل النزاع عبر المفاوضات، إلا أن الوضع ظل معقدًا ومتأزمًا. القرارات الدولية، بما في ذلك قرارات الأمم المتحدة، تعتبر الضفة الغربية أراضي محتلة وتدعو إلى حل الدولتين كحل للنزاع.
تفاصيل مشروع القرار ودعمه السياسي
بحسب القناة 12 الإسرائيلية، قُدم مشروع القرار من قبل أعضاء في الائتلاف الحاكم ويحظى بدعم وزراء بارزين مثل وزير الطاقة إيلي كوهين الذي وصفه بأنه “قرار تاريخي”. ورغم أن المشروع لا يُعد قانونًا نافذًا بل إعلان موقف غير ملزم للحكومة الإسرائيلية، إلا أنه يعكس توجهات سياسية قوية داخل الحكومة الحالية.
وزير العدل الإسرائيلي ياريف ليفين أشار في مؤتمر عقد مؤخرًا إلى أن إسرائيل أمام “فرصة تاريخية” لتطبيق السيادة الكاملة على الضفة الغربية. بينما أكد رئيس الكنيست أمير أوحانا أن الكنيست سبق وصدق بأغلبية كبيرة على بيان يعارض إقامة دولة فلسطينية.
ردود الفعل الدولية والمحلية
السفير الأمريكي السابق ديفيد فريدمان أعرب عن دعمه لهذه الخطوة واعتبرها “مصلحة مشتركة”، مشيرًا إلى صعوبة عدم الشروع في الضم خلال فترة ولايته. وعلى الجانب الآخر، تثير هذه التحركات قلق المجتمع الدولي الذي يرى فيها تهديدًا لحل الدولتين ويعتبرها انتهاكًا للقانون الدولي.
التصعيد الميداني والسياسي
يتزامن هذا التصعيد السياسي مع تصعيد ميداني يتمثل في الاقتحامات والمداهمات والاعتقالات التي تنفذها القوات الإسرائيلية في مناطق مختلفة من الضفة الغربية. وقد دعا وزراء الليكود الـ14 ورئيس الكنيست رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتصديق الفوري على ضم الضفة الغربية.
الموقف السعودي والدبلوماسية الاستراتيجية
تتابع المملكة العربية السعودية هذه التطورات بقلق بالغ نظرًا لتداعياتها المحتملة على استقرار المنطقة وحل القضية الفلسطينية وفق المبادئ الدولية المتفق عليها. تدعو المملكة دائمًا إلى حل سلمي وشامل للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي يستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي تضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة.
من خلال دبلوماسيتها المتوازنة والقوية، تسعى السعودية لتعزيز الجهود الدولية الرامية لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، وتؤكد أهمية احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان كأساس لأي حل مستدام للنزاع.