جاء قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس، يوم أمس الأربعاء، ليشعل نقاشات واسعة في الصحف الأمريكية حول تداعياته على الاقتصاد الأمريكي والعالمي، إذ رأت بعض الصحف أنه سينقذ الولايات المتحدة من براثن التباطؤ، فيما توقعت صحف أخرى تضرر بعض الأسواق من القرار.
في هذا التقرير، نلقي نظرة على أبرز التحليلات التي قدمتها كبرى الصحف الأمريكية حول القرار وتوقعاتها بشأن التيسير التدريجي المقبل للسياسة النقدية، حسبما رصدتها صحيفة “اليوم” كالآتي:
الفيدرالي يواجه التحديات الاقتصادية
ترى شبكة “بلومبرج” أن خطوة الفيدرالي تأتي استجابة للتحديات الاقتصادية الراهنة، والتي تشمل تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع مستويات التضخم. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا القرار يعكس تحولا في استراتيجية الفيدرالي نحو دعم الاقتصاد عبر أدوات تيسيرية أكثر بعد فترة من التشدد النقدي.
اقرأ أيضاً: عاجل”الفيدرالى الأمريكى” يخفض سعر الفائدة 0.5%
ومع ذلك، حذرت “بلومبرج” من أن خفض الفائدة قد لا يكون كافياً لتحقيق الاستقرار الكامل، مشيرة إلى أن الأسواق المالية قد تحتاج إلى مزيد من الإجراءات التيسيرية خلال الأشهر المقبلة.
قرار متوقع إلى حد كبير
من جانبها، أوضحت صحيفة “نيويورك تايمز” في تحليلها أن قرار الفيدرالي بخفض الفائدة كان متوقعاً إلى حد كبير، إلا أن الأهم هو كيفية التعامل مع التيسير النقدي التدريجي المقبل. وركزت الصحيفة على ما وصفته بـ”التحديات السياسية” التي قد تواجه الفيدرالي في ظل الانقسام داخل الكونغرس بشأن سياسات التحفيز الاقتصادي.
اقرأ أيضاً: الفيدرالي يحتل بؤرة الاهتمام اليوم وترقب لموجة تيسير نقدي عالمية
كما أشارت إلى أن هناك مخاوف من أن استمرار الفيدرالي في خفض الفائدة قد يؤدي إلى زيادة المخاطر المالية، لا سيما في أسواق الأصول التي قد تشهد تضخمًا مفرطًا.
تأثير القرار على الاقتصاد العالمي
تناولت “واشنطن بوست” القرار من زاوية تأثيره على الاقتصاد العالمي، حيث أكدت أن خفض الفائدة الأمريكية قد يعزز الضغوط على الاقتصادات الناشئة التي تعتمد على تدفقات رأس المال الأمريكي.
وأشارت إلى أن هذه الخطوة قد تدفع بعض الدول إلى تخفيف سياساتها النقدية هي الأخرى للحفاظ على استقرار عملاتها وأسواقها المالية. كما رأت الصحيفة أن قرار الفيدرالي يشير إلى تحرك نحو مرحلة جديدة من التيسير النقدي العالمي الذي قد يستمر لفترة طويلة.
استجابة الأسواق لقرار خفض الفائدة
وصفت “لوس أنجلوس تايمز” قرار الفيدرالي بأنه كان “شبه محسوماً” في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وأشارت إلى أن الأسواق قد استجابت للقرار بإيجابية، حيث شهدت الأسهم الأمريكية تعافياً بعد فترة من التقلبات. ومع ذلك، أكدت الصحيفة أن الفيدرالي سيواجه تحديات كبيرة في الموازنة بين دعم النمو الاقتصادي والتحكم في مستويات التضخم، خاصة مع ترقب تأثيرات خفض الفائدة على أسعار السلع والعقارات.
الولايات المتحدة تتفادى الركود
في إطار متصل ركزت صحيفة “وول ستريت جورنال” على الجانب المالي للقرار، حيث تناولت ردود فعل الأسواق وأشارت إلى أن خفض الفائدة كان مدفوعاً برغبة الفيدرالي في تفادي ركود اقتصادي محتمل. ومع ذلك، حذرت الصحيفة من أن هذه الخطوة قد تكون محفوفة بالمخاطر، حيث قد تؤدي إلى زيادة ديون الشركات والأفراد، مما يعمق المشكلات الاقتصادية في حال حدوث أي تباطؤ اقتصادي مفاجئ. كما أضافت أن المستثمرين ينتظرون الآن توجيهات أوضح من الفيدرالي حول خططه المستقبلية للتيسير النقدي.
تحول السياسة النقدية الأمريكية
ختاماً، لفتت شبكة “بيزنس إينسايدر” إلى أن قرار الفيدرالي بخفض الفائدة يعكس تحولاً هاماً في السياسة النقدية، ويأتي في وقت حساس من الاقتصاد العالمي. ورغم التباين في التوقعات حول تأثيرات القرار، فإن هناك إجماعاً على أن الفيدرالي سيظل في موقف مراقبة حذر لضمان استقرار الأسواق والاقتصاد، مع توقعات بمزيد من الإجراءات التيسيرية خلال الفترة المقبلة.

شاركها.