يشهد قطاع التكنولوجيا تحولات كبيرة في القيادة، وخاصة في الشركات الكبرى مثل آبل. تتجه الأنظار نحو التغييرات المتوقعة في منصب الرئيس التنفيذي لشركة آبل، مع تقاعد أو تقليل مسؤوليات عدد من المديرين التنفيذيين الرئيسيين. هذه التحولات تثير تساؤلات حول مستقبل الشركة، خاصةً في ظل التطورات السريعة في مجالات الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز.
بدأت آبل بالفعل في تنفيذ خططها للجيل القادم من المصممين والمهندسين وقادة الذكاء الاصطناعي، وحتى الرؤساء التنفيذيين. شهد شهر نوفمبر الماضي تقاعد الرئيس التنفيذي للعمليات جيف ويليامز، وتتزايد التكهنات حول إمكانية تقاعد الرئيس التنفيذي الحالي تيم كوك في المستقبل القريب. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت ليزا جاكسون، المسؤولة عن جهود الاستدامة في آبل منذ عام 2013، عن تقاعدها في يناير القادم.
تغيير الحرس في آبل: من هم المرشحون لقيادة الشركة؟
لا تقتصر التغييرات على آبل فحسب، بل تشمل أيضًا شركات أخرى مثل OpenAI و Meta. فقد انتقل عدد من موظفي آبل إلى العمل مع OpenAI، بما في ذلك جوني آيف، كبير مسؤولي التصميم السابق في آبل. وفي عام 2024، تم تعيين مولي أندرسون كقائدة للتصميم الصناعي، وهي تقود فريقًا يتكون في الغالب من وجوه جديدة.
كما انتقل آخرون إلى Meta، مثل آلان داي، نائب رئيس قسم تصميم الواجهة البشرية في آبل، الذي تم تعيينه هذا الأسبوع لقيادة استوديو تصميم جديد في Reality Labs. وقد حل ستيفن ليمي، المصمم المخضرم لواجهة المستخدم، محل داي في آبل. هذه الحركات تعكس ديناميكية جديدة في سوق المواهب التكنولوجية.
في خضم هذه التغييرات، يبرز جون تيرنوس، الذي يعمل في آبل منذ عام 2001 وشغل منصب نائب الرئيس الأول لهندسة الأجهزة لأربعة أعوام الماضية، كمرشح رئيسي لخلافة كوك في منصب الرئيس التنفيذي، ربما في العام المقبل. وفقًا لتقارير، فقد حصل تيرنوس على المزيد من الصدارة في فعاليات إطلاق المنتجات منذ عام 2023، حيث أعلن عن iPhone Air في سبتمبر الماضي، وظهر إلى جانب قادة آبل الآخرين في المقابلات الصحفية والفعاليات داخل متاجر آبل.
ويرى أنشل ساغ، المحلل الرئيسي في Moor Insights & Strategy، أن هذه “التسريبات” المتعلقة بتخطيط الخلافة ليست عرضية. ويعتقد أن آبل تحاول اختبار ردود الفعل والسيطرة على الرواية. ويضيف أن فقدان آبل للكثير من الكفاءات قد يكون له تأثير إيجابي، حيث سيؤدي إلى ظهور جيل جديد من القادة.
أسماء جديدة يجب أن تعرفها في مجال التكنولوجيا
من الصعب تحديد مساهمات الأفراد في آبل بشكل دقيق، ولكن يُقال إن جون تيرنوس كان مسؤولاً عن تصميم TouchBar في أجهزة MacBook. برتراند نيبفو، الذي عمل في فريق Apple Vision Pro من عام 2017 إلى عام 2021 بعد استحواذ آبل على شركة Vrvana الناشئة في مجال الواقع الافتراضي، يدير الآن شركة Triptyq Capital للاستثمار الجريء في مونتريال.
خلال فترة عمله التي دامت ثلاث سنوات ونصف، نما فريق Vision Pro من 300 إلى حوالي 1200 فرد. يشير نيبفو إلى أن تيرنوس يتمتع برؤية منتجية قوية، وهذا ما تحتاجه آبل في المرحلة القادمة، خاصة مع التركيز المتزايد على الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز. هذا التقييم يتماشى مع التوجهات المستقبلية للشركة.
بالنظر إلى هذا المستقبل، يرى نيبفو أن الجمع بين تيرنوس كرئيس تنفيذي ومايك روكويل، الذي تولى تطوير Siri في مارس الماضي بدلاً من رئيس الذكاء الاصطناعي جون جياناندريه، سيكون مثاليًا. وقد تم استبدال جياناندريه هذا الأسبوع بأمار سوبرامانيا، الذي قضى 16 عامًا في Google، بما في ذلك العمل على Gemini و DeepMind، قبل فترة عمل قصيرة في Microsoft.
يقول نيبفو إن روكويل كان يمازح بأن Siri كانت “سيئة”، وأنه كان يقدر صراحته. ويعتقد أن وجود شخص واقعي يقود تطوير Siri، إلى جانب شخص يركز على المنتج مثل تيرنوس، هو الطريق الصحيح لآبل. ويُظهر هذا التغيير التركيز المتجدد على جودة المنتج والابتكار.
تأثير هذه التغييرات على مستقبل آبل
تأتي هذه التغييرات في وقت تشهد فيه آبل منافسة متزايدة في سوق التكنولوجيا، خاصة من الشركات الصينية التي تكتسب شعبية متزايدة. من المتوقع أن تلعب آبل دورًا رئيسيًا في تطوير تقنيات جديدة مثل السيارات ذاتية القيادة والخدمات المالية الرقمية. الاستثمار في القيادة الجديدة أمر حيوي لتحقيق هذه الأهداف.
يعتبر اختيار الرئيس التنفيذي الجديد لآبل قرارًا بالغ الأهمية. تعتمد الشركة على قدرة القيادة الجديدة على الحفاظ على مكانتها الرائدة في السوق وتعزيز الابتكار. كما أن التغييرات في فرق الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز هي علامة على أن آبل تستعد للمستقبل. تطوير واجهات مستخدم جديدة وتحسين أداء المساعد الشخصي Siri من بين الأولويات الرئيسية.
من المرجح أن تشهد الأسابيع والأشهر القادمة المزيد من الإعلانات المتعلقة بالهيكل التنظيمي لشركة آبل. سيكون من المهم مراقبة كيفية استجابة الشركة للمنافسة المتزايدة وكيفية تطويرها لمنتجات وخدمات جديدة. إن مستقبل آبل يعتمد على هذه التغييرات وعلى قدرة القيادة الجديدة على التكيف مع التطورات السريعة في قطاع التكنولوجيا.
الخطوة التالية المتوقعة هي إعلان رسمي عن خطة خلافة تيم كوك، مع تحديد جدول زمني واضح. ومع ذلك، يجب ملاحظة أن هذه الخطط قد تتغير اعتمادًا على ظروف السوق وأداء الشركة. من المهم البقاء على اطلاع دائم بأحدث التطورات ومراقبة ما تفعله آبل لضمان استمرار نجاحها في المستقبل.






