توقف الارتفاع القياسي في الأسهم الأميركية يوم الثلاثاء، حيث واصلت أسهم التكنولوجيا الحساسة لأسعار الفائدة انخفاضها المبكر بعد أن لم يُبدِ رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أي بادرة على دعمه لخفض الفائدة في اجتماع البنك المركزي في أكتوبر.

أغلق مؤشر “إس أند بي 500” منخفضاً بنسبة 0.6% في نيويورك، ليحوم المؤشر حول أعلى مستوياته على الإطلاق.

وأنهى مؤشر “ناسداك 100″، الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا، الجلسة على انخفاض بنسبة 0.7%، مع تراجع غالبية أسهم “السبعة العظماء”.

قدمت شركة “ميكرون تكنولوجي”، أكبر شركة أميركية لتصنيع رقائق ذاكرة الكمبيوتر، توقعات متفائلة للربع الحالي بعد إغلاق السوق، مما قد يوفر دعماً جديداً لأسهم التكنولوجيا عند عودة المتداولين.

باول يحذر من طريق صعب نحو خفض الفائدة

في خطاب له، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي باول إن توقعات سوق العمل والتضخم تواجه مخاطر، مؤكداً وجهة نظره بأن صانعي السياسات النقدية على الأرجح يواجهون طريقاً صعباً في ظل تفكيرهم في المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة.

اقرأ التفاصيل: رئيس الاحتياطي الفيدرالي: لا يوجد مسار للسياسة النقدية خالٍ من المخاطر

قالت ناتالي غالاغر، كبيرة الاقتصاديين في “بورد” (Board): “إن تحذير باول من التخفيضات الحادة يُبرز الانقسام المتزايد داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي”. وأضافت: “لقد أصبح هذا الانقسام بحد ذاته عاملاً مُحفّزاً للسوق، مما زاد من حالة عدم اليقين بشأن وتيرة دورة التخفيضات”.

وأكد متحدثون آخرون في بنوك مركزية يوم الثلاثاء على الانقسامات المتزايدة داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي. وقالت ميشيل بومان، المحافظة، إن صانعي السياسات النقدية مُعرّضون لخطر التخلف عن الركب، وعليهم التحرك بحزم لخفض أسعار الفائدة مع ضعف سوق العمل.

في غضون ذلك، قال رافائيل بوستيك، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، إنه يتوقع المزيد من التضخم، وإن على البنك المركزي أن يظلّ على أهبة الاستعداد لمواجهة ضغوط الأسعار.

اقرأ أيضاً: تباطؤ مرتقب للتضخم الأميركي بينما تتزايد مخاطر سوق العمل

شهد يوم الثلاثاء جني المستثمرين لأرباح شركة “إنفيديا”. فقد ساهمت شركة صناعة الرقائق الإلكترونية في دفع مؤشر “إس أند بي 500” إلى مستوى إغلاقه القياسي الثامن والعشرين يوم الاثنين، بعد إعلانها عن شراكة مع شركة “أوبن إيه آي”، والتي ستسمح للشركة باستثمار ما يصل إلى 100 مليار دولار لدعم بناء مراكز بيانات جديدة وبنية تحتية أخرى للذكاء الاصطناعي.

تباين أداء الأسهم الأميركية

دفع تقدم المؤشر في وقت سابق من هذا الأسبوع تقييم السوق إلى مستويات مرتفعة. وتباينت تقديرات أرباح المؤشر، حيث ارتفعت توقعات أكبر 10 أسهم، بينما سارت في الاتجاه المعاكس لبقية الأسهم.

مع قلة الأسهم التي تُمثل حصةً تاريخيةً عاليةً من إجمالي القيمة السوقية وعوائد المؤشرات، أشار كيفن جوردون، كبير استراتيجيي الاستثمار في “تشارلز شواب”، إلى أن المُستثمرين يواجهون خطر ضيق نطاق السوق واعتماد الأداء على عدد قليل من الأسهم المهيمنة.

اقرأ أيضاً: سوق السندات لن ترحب بخفض “الاحتياطي الفيدرالي” أسعار الفائدة

وقال جوردون: “قد تؤثر هذه الديناميكية على تصورات صحة السوق، إذ قد تُخفي مكاسب المؤشرات ضعفاً كامناً لدى الغالبية”. وأضاف: “بالنسبة للمستثمرين الأفراد، يكمن الخطر في أن المحافظ المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمؤشرات المرجحة برأس المال الاستثماري تُصبح أكثر عرضة للصدمات الخاصة بالشركة أو القطاع، مما يُقلل من فوائد التنويع التي يُفترض أن يوفرها الاستثمار الواسع في الأسهم”.

ترقب مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي

ينتقل التركيز الآن إلى يوم الجمعة، موعد صدور مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي. وتشير تقديرات “بلومبرغ إنتلجنس” إلى أن المؤشر ارتفع على الأرجح بنسبة 0.2% في أغسطس، وهو ما يكفي للحفاظ على وتيرة التضخم الأساسي على أساس سنوي عند 2.9%.

وقالت غالاغر من بورد: “يُعد مؤشر أسعار الاستهلاك الشخصي الأساسي ليوم الجمعة اختباراً حاسماً”. وأضافت أن “انخفاض المؤشر أقل من 2.8% على أساس سنوي سيدعم ارتفاعات الأسهم ويعزز توقعات التيسير، في حين أن أي نسبة أعلى من 3% قد تُجبر الاحتياطي الفيدرالي على إعادة تقييم سياساته النقدية. إنها أهم نقطة بيانات هذا الأسبوع”.

ومن بين الأسهم الفردية، ارتفعت أسهم شركة “كينفو” من أدنى مستوى لها على الإطلاق، حيث أثارت دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للنساء الحوامل لتجنب تايلينول انتقادات لاذعة من الباحثين.

اقرأ التفاصيل: ترمب يحذر الحوامل من تناول الباراسيتامول… فهل يرتبط فعلاً بالتوحد؟

ارتفعت أسهم شركة “بوينغ” مع حصول شركة صناعة الطائرات على طلبية من الخطوط الجوية الأوزبكية، وإشارة السفير الأميركي لدى الصين إلى أن طلبية كبيرة من ثاني أكبر اقتصاد في العالم على وشك الانتهاء.

شاركها.