يستعدّ مشروع مطار الملك سلمان الدولي للدخول في مرحلة تمويل جديدة تعتمد على مزيج من الأسهم والسندات، ضمن خطة شاملة لتأمين الموارد اللازمة لأحد أكبر المشاريع اللوجستية في العالم، حسبما كشف الرئيس التنفيذي المكلف لشركة تطوير المطار ماركو ميهيا لـ”الشرق”.
ميهيا أوضح في مقابلة على هامش فعاليات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض أن الشركة تدرس جميع الخيارات التمويلية، بما في ذلك الأسهم والسندات، ضمن خطة عمل يجري إعدادها حالياً، على أن تتضح ملامحها النهائية بحلول نهاية عام 2026. أضاف: “الأمر الجيد أن الفرص موجودة والنمو موجود ولدينا القوة التنفيذية هنا في الرياض بالتأكيد”.
كما أشار لوجود اهتمام متزايد من مستثمرين وشركات لوجستية عالمية بالمشاركة في تطوير المناطق المحيطة بالمطار، موضحاً أن المشروع شهد إطلاق شركة “فيدكس” في الرياض كخطوة كبيرة في مجال الشحن والخدمات اللوجستية. وأضاف أن هناك مطورين كباراً يسعون لاستقطاب شركات دولية لتطوير أراضٍ تتجاوز مساحتها 3 ملايين متر مربع مخصصة للمستودعات والأنشطة المرتبطة بالتجارة الإلكترونية، نظراً إلى أهمية القرب من المطار في تسهيل حركة السلع والخدمات.
اقرأ أيضاً: السعودية تترقب أول مرافق مطار الملك سلمان في 2026
مطار الملك سلمان سيصبح واحداً من أكبر المطارات في العالم، وسيمتد على مساحة تقارب 57 كيلومتراً مربعاً، والتي تشمل الصالات الحالية تحت مسمى صالات الملك خالد، و6 مدارج طيران، إضافة إلى 12 كيلومتراً مربعاً من المرافق المساندة، والأصول السكنية، والترفيهية، والمحلات التجارية، والعديد من المرافق اللوجستية، وفق بيان سابق.
كما سيعمل المطار على رفع الطاقة الاستيعابية لتصل إلى 120 مليون مسافر بحلول عام 2030، كما يستهدف الوصول إلى 185 مليون مسافر، ومرور ما يصل إلى 3.5 مليون طن من البضائع بحلول عام 2050.
ما مميزات مطار الملك سلمان؟
لفت ميهيا إلى أن المطار لن يكون مجرد بوابة سفر بل وجهة قائمة بحد ذاتها، تجمع بين التجربة الرقمية المتقدمة والهوية الثقافية للرياض.
وأوضح أن التصميم الجديد يسعى إلى جعل المطار مركز جذب للمواطنين والزوار، عبر مساحات عامة وتجارب ترفيهية وتجارية غير مسبوقة في مطارات المنطقة. ويخطط لأن تصل الطاقة الكاملة للمطار إلى 225 مليون مسافر بحلول عام 2075، مع تنفيذ 6 مدارج على مراحل طويلة الأمد، بما يرسّخ موقع الرياض كمركز عالمي للنقل واللوجستيات لعقود مقبلة.
اقرأ أيضاً: وزير النقل السعودي لـ”الشرق”: استراتيجية الطيران تتطلب استثمارات تناهز 100 مليار دولار
نفى ميهيا وجود توجه نحو الخصخصة في المرحلة الحالية، موضحاً أن التركيز ينصب على إنجاز المرحلة الأولى للمطار قبل الأحداث الدولية الكبرى مثل إكسبو 2030 وكأس العالم، على أن يُعاد النظر في هذا الملف لاحقاً بعد استقرار التشغيل وتحقيق الأهداف الأولية.
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كان أطلق المخطط العام للمطار في 2022، مع توقعات بأن تساهم المنشأة بـ27 مليار ريال سنوياً في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، وأن يستحدث 103 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
يترافق المشروع الضخم مع مستهدفات المملكة التي وضعت السياحة في قلب “رؤية 2030” لتنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط وخلق حياة أفضل لسكانها. وتخطط المملكة لإنفاق ما يقرب من تريليون دولار على القطاع على مدى العقد المقبل، واستثمرت بالفعل مبالغ ضخمة في مجال الترفيه بما في ذلك الرياضة والبطولات لزيادة جاذبية البلاد.






