قال رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس إنه طلب من مجلس الأمن الدولي استخدام سلطته القانونية لإنهاء الحصار المستمر على مدينة الفاشر منذ أكثر من 500 يوم، في حين قُتل 24 شخصا وجُرح آخرون في قصف لقوات الدعم السريع بالمدينة.

وأوضح رئيس الوزراء السوداني -في تصريح للجزيرة- أن عودة حكومته إلى الخرطوم تأتي لتأكيد سيادة وهيبة الدولة.

وناشد إدريس المجتمع الدولي مساعدة حكومته لفك الحصار عن الفاشر، كما ناشد السودانيين العودة للخرطوم، وقال إن الخدمات ستعود لها وفق جداول زمنية محددة.

ميدانيا، أفادت “شبكة أطباء السودان” بمقتل 24 شخصا وإصابة 55 على الأقل، بينهم 5 نساء، في قصف مدفعي لقوات الدعم السريع استهدف السوق المركزي وحي أولاد الريف، بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

وقال مصدر عسكري -للجزيرة- إن قوات الدعم هاجمت مواقع الجيش شمال شرق الفاشر، وتقصف بالأسلحة الثقيلة منذ الليل أحياء الفاشر.

وقال شهود عيان داخل المدينة إن قوات الجيش ردت بقصف مواقع تمركز قوات الدعم السريع في عدد من أحياء المدينة.

مواجهة القتل

وذكرت اللجنة الطبية المستقلة لشبكة أطباء السودان -في بيان- أن “هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة من جرائم الحرب والإبادة التي تستهدف المدنيين العزّل في الفاشر منذ أكثر من عام، في ظل حصار مطبق ونقص حاد في الغذاء والدواء والخدمات الأساسية”.

وشدد البيان على أن “استهداف الأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين يكشف عن الانتهاكات الصارخة والواسعة لكافة القوانين الدولية والإنسانية، التي يمارسها الدعم السريع بحق المواطنين الذين تمسكوا بمنازلهم وأرضهم”.

وحمّلت شبكة أطباء السودان المجتمع الدولي ومجلس الأمن والاتحاد الأفريقي “المسؤولية الكاملة عن الصمت والعجز عن مواجهة هذه الجرائم”، وفق البيان نفسه.

من جهتها، قالت منظمة اليونيسيف إن الفاشر باتت مركزا لمعاناة الأطفال الذين يواجهون سوء التغذية والأمراض والعنف والحصار المفروض على المدينة.

وذكرت اليونيسيف أن أكثر من 600 ألف شخص هُجروا من الفاشر والمخيمات المحيطة بها الأشهر الماضية، نصفهم من الأطفال.

وكانت مفوضية العون الإنساني بولاية شمال دارفور قالت إن نحو 845 ألفا لا يزالون يعيشون في الفاشر، من إجمالي 1.5 مليون شخص كانوا يعيشون في المدينة قبل اندلاع الحرب.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

شاركها.