أجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، اليوم الأحد، جولة ميدانية داخل قطاع غزة برفقة كبار القادة العسكريين، في إشارة إلى قرب انطلاق مرحلة جديدة من العملية العسكرية التي تحمل اسم “عربات جدعون”، والتي تستهدف – وفق ما أعلنه – تعميق الضربات ضد حركة “حماس”، ولا سيما في مدينة غزة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر قناته على “تلغرام”، إن زامير اصطحب في جولته قائد المنطقة الجنوبية اللواء ينيف عاشور، ورئيس شعبة العمليات اللواء إيتسيك كوهين، وقائد الفرقة 36 العميد موران عومر، إلى جانب عدد من قادة الألوية والكتائب الميدانية.
وخلال اللقاءات مع القيادات العسكرية، أكد زامير أن المرحلة المقبلة من العمليات ستتركز على “تثبيت الإنجازات” التي حققها الجيش خلال الشهور الماضية، مشددا على أن “حماس لم تعد تملك القدرات التي كانت لديها قبل العملية، وقد تكبدت خسائر فادحة”.
وأكد أن الجيش الإسرائيلي يتحمل “مسؤولية أخلاقية” بإعادة جميع المختطفين من غزة، سواء أحياء أو قتلى.
وأشار إلى أن العملية ليست معزولة عن السياق الإقليمي الأوسع، بل تأتي ضمن “رؤية متعددة الجبهات” تستهدف مكونات ما وصفه بـ”المحور المعادي لإسرائيل”، وعلى رأسه إيران، مؤكدا أن الجيش سيواصل العمل وفق استراتيجية “ذكية ومتوازنة ومسؤولة” تجمع بين القدرات الجوية والبرية والبحرية.
وأضاف زامير: “كما فعلنا في العمليات داخل إيران ولبنان واليمن والضفة الغربية، سنحافظ على الزخم العسكري، وسنركز جهدنا في مدينة غزة حتى تحقيق الحسم الكامل ضد حماس”، لافتا إلى أن الجيش مستعد لاستخدام كافة قدراته لإحداث تغيير استراتيجي طويل الأمد في ميزان القوى.
وبحسب مراقبين عسكريين، فإن تصريحات زامير تمثل رسالة مزدوجة: أولاً، تهدف إلى رفع معنويات القوات المقاتلة في غزة بعد أشهر طويلة من المواجهات؛ وثانيًا، توجيه إنذار لحركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية بأن المرحلة المقبلة قد تشهد تصعيدًا أعنف وأكثر شمولية.
كما تأتي هذه الجولة في ظل ضغوط داخلية متزايدة على الحكومة الإسرائيلية من عائلات الرهائن المحتجزين في غزة، التي تطالب بإعطاء الأولوية لعودتهم عبر اتفاق تبادل، حتى وإن تطلّب الأمر وقف الحرب. وهو ما يضع القيادة العسكرية والسياسية أمام معادلة معقدة تجمع بين حسابات الميدان وضغوط الشارع الإسرائيلي.
ويؤكد محللون أن انتقال العملية العسكرية إلى “مرحلة تعميق الضربات” قد يفتح الباب أمام جولة جديدة من التصعيد الإقليمي، خصوصا في ظل تزايد المخاوف من انخراط أطراف إقليمية أخرى على خلفية اتساع رقعة المواجهات.