اتهمت رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة معارضيها السياسيين اليوم الاثنين بالمسؤولية عن أعمال عنف دامية اجتاحت البلاد خلال احتجاجات طلابية على نظام للحصص في الوظائف الحكومية، مؤكدة أن حظر التجول المعلن سيُلغى “عندما يتحسن الوضع”.

يأتي ذلك في حين أعلن زعيم الحركة الطلابية الرئيسية التي تنظم الاحتجاجات المناهضة لنظام الحصص تعليق المظاهرات لمدة 48 ساعة.

وقال ناهد إسلام، زعيم حركة “طلاب ضد التمييز”، من المستشفى: “سنعلق الاحتجاجات لمدة 48 ساعة.. نطالب خلال هذه الفترة الحكومة برفع حظر التجول وإعادة خدمة الإنترنت ووقف استهداف الطلبة المحتجين”.

وأضاف: “بدأنا هذا الحراك لإصلاح الحصة.. لكننا لا نريد إصلاح الحصة على حساب هذا الكم الكبير من الدماء والقتل والإضرار بالحياة والممتلكات”.

مسؤولية التصعيد

وحمّل إسلام -الذي نُقل إلى المستشفى بعدما تعرض للضرب من قبل أشخاص لم تُكشف هوياتهم قال إنهم عناصر شرطة بلباس مدني- السلطات في بنغلاديش مسؤولية التصعيد.

وتضمنت مطالب المحتجين الجديدة اعتذارا من رئيسة الوزراء عن العنف، وعودة خدمات الإنترنت، وإعادة فتح الجامعات.

كما دعت الحركة إلى استقالة بعض الوزراء ومسؤولي الجامعات وفصل رجال الشرطة المنتشرين في المناطق التي قُتل فيها طلاب.

وقال أحد زعماء الحركة ويدعى حسنات عبد الله: “نمنح الحكومة مهلة لتنفيذ مطلبنا المكون من 8 نقاط خلال 48 ساعة”.

حظر التجوال

وقالت الشيخة حسينة -في كلمة أمام قادة أعمال في العاصمة داكا- في أول تعليقات لها منذ أمرت الحكومة بحظر التجول في وقت متأخر يوم الجمعة الماضي: “عندما بدأ إرهاب الحرق المتعمد، قال الطلاب المحتجون إنهم لم يشاركوا فيه”.

وأضافت: “اضطررنا إلى فرض حظر التجول لحماية أرواح وممتلكات المواطنين. لم أرغب في ذلك أبدا. سنرفع حظر التجول متى تحسن الوضع”.

واتهمت حسينة حزبي المعارضة الرئيسيين، وهما حزب بنغلاديش الوطني وحزب الجماعة الإسلامية وجناحه الطلابي، بالمسؤولية عن أعمال العنف التي اندلعت الأسبوع الماضي.

وبدت داكا هادئة اليوم الاثنين بعد يوم من حكم المحكمة العليا لصالح استئناف من الحكومة ضد أمر محكمة أدنى وإصدارها قرارا بأن 93% من الوظائف الحكومية يتعين إتاحته للمرشحين على أساس الكفاءة.

تخفيض الحصص

وخفض الحكم الحصص في الوظائف الحكومية التي كانت مخصصة لعائلات المقاتلين من أجل استقلال البلاد وللنساء ومجموعات أخرى، من 56% إلى 7%.

وأرجع خبراء سبب الاضطرابات التي تعيشها بنغلاديش إلى تباطؤ نمو الوظائف في القطاع الخاص وارتفاع معدلات البطالة بين الشبان، وهو ما جعل الوظائف الحكومية، التي تمنح زيادات منتظمة في الأجور وامتيازات أخرى، أكثر جاذبية.

وتحوّلت المظاهرات التي بدأت للاحتجاج على تسييس حصص توزيع الوظائف الحكومية التي يسعى كثيرون للحصول عليها، إلى اضطرابات تعد من بين الأسوأ في عهد رئيسة الوزراء الشيخة حسينة؛ حيث قتل فيها 163 شخصا على الأقل، بينهم رجال شرطة، وفق بعض التقديرات.

شاركها.