أشاد قائد منظمة دولية مناهضة للإجهاض بمشهد الميلاد الذي أقامه الفاتيكان، والذي يسلط الضوء على أكثر من 25 ألف طفل لم يتم إجهاضهم هذا العام بفضل مبادرات المنظمة. ويُعد هذا المشهد تعبيرًا قويًا عن موقف الفاتيكان الداعم للحياة، ويحظى باهتمام عالمي واسع. هذا الحدث يمثل لحظة فارقة في حركة مناهضة الإجهاض (مناهضة الإجهاض) على مستوى العالم.

مشهد الميلاد والفاتيكان: دعم قوي للحياة

في مقابلة، صرح شون كارني، الرئيس التنفيذي ومؤسس منظمة “40 يوماً من أجل الحياة”، بأن الفاتيكان تواصل مع منظمته لإنشاء مشهد ميلاد يمثل الأطفال الذين تم إنقاذهم من الإجهاض خلال حملات المنظمة. تعتمد هذه الحملات على الصلاة والاحتجاجات السلمية أمام عيادات الإجهاض. يُظهر المشهد، الذي صممه فنانة كوستاريكية، السيدة مريم العذراء وحبيبها يوسف، مع تبنة مصنوعة من 25 ألف شريط ملون.

كل شريط يرمز إلى طفل ولد بفضل جهود المنظمة ودعم الكنائس والمؤسسات الكاثوليكية. يأتي هذا المشهد في سياق جهود الفاتيكان المتزايدة للتأكيد على قدسية الحياة منذ لحظة الحمل. ويعكس أيضًا التزام البابا ليو الرابع عشر بقضايا الأسرة والقيم التقليدية.

رسالة البابا ليو الرابع عشر

ألقى البابا ليو الرابع عشر كلمة خلال استقبال المتبرعين بتزيينات عيد الميلاد في الفاتيكان، وأشار إلى أن مشهد الميلاد يعكس “علامة الحياة” و”رمزًا للإيمان والأمل”. وأوضح أن الأشرطة الملونة تمثل “حياة أنقذت من الإجهاض بفضل الصلاة والدعم الذي قدمته المنظمات الكاثوليكية للعديد من الأمهات المحتاجات”.

كما أعرب البابا عن شكره للفنانة على رسالتها التي تؤكد أن “الحياة محمية منذ لحظة الحمل”. هذا التأكيد يتماشى مع تعاليم الكنيسة الكاثوليكية التي تعتبر الإجهاض جريمة أخلاقية. وتشير التقارير إلى أن البابا يولي اهتمامًا خاصًا بقضايا حماية الجنين.

وصف كارني مشهد الميلاد بأنه “ملهم” و”خبر سعيد”، خاصة في ظل الأحداث السلبية الأخيرة في الولايات المتحدة والعالم. وأضاف أن المشهد يمثل “الأمل في إنهاء مأساة الإجهاض” و”تأكيدًا على أهمية الأسرة”.

تأثير الحملات المناهضة للإجهاض

تُعد منظمة “40 يوماً من أجل الحياة” من أبرز المنظمات المناهضة للإجهاض في العالم، حيث تنظم حملات صلاة واحتجاجات سلمية أمام عيادات الإجهاض في مختلف البلدان. تهدف هذه الحملات إلى توعية النساء البديلات ببدائل الإجهاض وتقديم الدعم لهن. وتشير الإحصائيات إلى أن هذه الحملات ساهمت في تقليل عدد حالات الإجهاض في بعض المناطق.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل المنظمة على دعم مراكز الحمل التي تقدم خدمات الرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي للنساء الحوامل. وقد شهدت هذه المراكز زيادة في عدد المستفيدين بعد القرارات الأخيرة التي تحد من الوصول إلى خدمات الإجهاض في بعض الولايات الأمريكية. وتعتبر هذه المراكز جزءًا أساسيًا من شبكة الدعم التي تقدمها المنظمات المناهضة للإجهاض.

يأتي هذا الحدث أيضًا في أعقاب عام 2025 الذي وصفه كارني بأنه “عام تاريخي” لحركة مناهضة الإجهاض، مع توقعات بتحقيق المزيد من التقدم في عام 2026. ويرى أن مشهد الميلاد يعزز الأمل والثقة في قدرة الحركة على إنهاء الإجهاض في جميع أنحاء العالم. وتشير التوقعات إلى أن البابا ليو الرابع عشر سيكون له دور أكبر في دعم هذه الحركة.

يؤكد مشهد الميلاد على أهمية الإيمان المسيحي في الدفاع عن الحياة، ويذكر بأن السيد المسيح نفسه جاء إلى العالم من خلال رحم أمه. ويعتبر هذا المشهد بمثابة دعوة للتأمل في قيمة الحياة البشرية منذ لحظة الحمل، والعمل على حمايتها والدفاع عنها. ويشكل هذا الحدث فرصة للتوعية بقضايا الإجهاض وتعزيز الحوار حولها.

من المتوقع أن يستمر الفاتيكان في دعم قضايا الحياة من خلال مبادرات مماثلة في المستقبل. ويجب مراقبة تطورات هذا الملف، وخاصة مواقف البابا ليو الرابع عشر تجاه الإجهاض، وتأثير ذلك على السياسات المتعلقة بحماية الجنين في مختلف البلدان. كما يجب متابعة جهود المنظمات المناهضة للإجهاض في تقديم الدعم للنساء الحوامل وتوعيتهن ببدائل الإجهاض.

شاركها.