كشف الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن ذكر هام يوصي به أهل التقوى لأتباعهم، بهدف تعزيز الوعي بالذنوب وزيادة الثبات في السير نحو الله. وأوضح أن هذا الذكر البسيط، عند المداومة عليه، يمكن أن يكون له تأثير عميق على سلوك المسلم وحياته الروحية.
شارك الدكتور جمعة هذا الذكر عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، مؤكدًا أنه وسيلة فعالة لتقوية الصلة بالله والتحصن من الوقوع في المعصية. هذا الأمر يأتي في سياق اهتمام الدين الإسلامي بتهذيب النفس وتزكيتها، والسعي الدائم نحو رضا الله.
أهمية الذكر في حياة المسلم
يشدد علماء الدين على أهمية الذكر الدائم لله في حياة المسلم، باعتباره الوقود الذي يمد الروح بالقوة والإيمان. فالذكر ليس مجرد ترديد للكلمات، بل هو تذكير مستمر بعظمة الخالق وقدرته، وشعور دائم بوجوده ورقابته. وهو أيضاً وسيلة لتهدئة القلب وتفريغ الهموم.
ولتحقيق هذا التأثير الإيجابي، يلفت الدكتور جمعة إلى دور التكرار في ترسيخ الأفكار في العقل والذاكرة. فكما أن تكرار قراءة القرآن الكريم، خاصة سورة الفاتحة، يساعد على حفظها وتجويدها، فإن تكرار ذكر الله يجعله حاضرًا في القلب واللسان بشكل دائم.
قوانين العقل وتأثير الذكر
أشار الدكتور علي جمعة إلى عدة قوانين نفسية وعقلية تؤثر في كيفية استيعابنا للأفكار وتأثرنا بها، وكيف يمكن للذكر أن يستفيد من هذه القوانين. من بين هذه القوانين:
1️⃣ قانون التكرار: كلما زاد تكرار الفعل أو القول، ترسخ في الذاكرة الواعية واللاواعية، مما يؤثر في السلوك بشكل تلقائي.
2️⃣ قانون الأولوية: ما نبدأ به يومنا من أذكار وأقوال يؤثر بشكل كبير في توجهاتنا وأفعالنا على مدار اليوم. وهذا يفسر أهمية أذكار الصباح في الإسلام.
3️⃣ قانون الآخرية: آخر ما يدور في ذهننا قبل النوم يكون له تأثير أعمق في اللاوعي أثناء النوم، وربما يظهر أثره في أحلامنا وتصرفاتنا.
لهذه الأسباب، يوصي أهل التقوى بترديد عبارة “الله مقصودي ورضاه مطلوبي” سبع مرات قبل النوم، وذلك لجعل هذا المعنى محفورًا في القلب، ودافعًا داخليًا للابتعاد عن المعصية. الهدف هو تعزيز الوعي الديني وتحسين السلوك الإيماني.
الالتزام بهذا الذكر قبل النوم يساعد على تهيئة العقل والقلب لاستقبال يوم جديد مليء بالإيمان والتقوى، ويدفع المسلم إلى التفكير في عواقب أفعاله قبل الإقدام عليها. وبهذا، يصبح الذكر درعًا واقيًا من الذنوب والمعاصي.
وأضاف الدكتور جمعة أن المداومة على هذا الذكر تساهم في تحقيق الطمأنينة والسلام الداخلي، وتجعل الحياة أكثر هدوءًا وسعادة. فمن يدرك أن الله هو مقصده الوحيد، وأن رضاه هو مطلوبه الأسمى، لا يضيع وقته وجهده في البحث عن السعادة في الأمور الدنيوية الزائلة.
يُذكر أن هذا الذكر يندرج ضمن مجموعة من الأساليب الروحانية التي يوصي بها الصالحون لتقوية الإيمان وتزكية النفس. وقد حظيت هذه الأساليب باهتمام كبير من المسلمين عبر العصور.
من المتوقع أن يلقي هذا التوصية من الدكتور علي جمعة اهتمامًا واسعًا بين المسلمين، وأن يسعى الكثيرون إلى تطبيقها في حياتهم اليومية. ويبقى الأثر الحقيقي لهذا الذكر مرتبطًا بالإخلاص والصدق في التوجه إلى الله، والمداومة على ذكره في جميع الأحوال.






