منذ خروجه من البيت الأبيض في يناير 2021، لم يتراجع الحضور السياسي والإعلامي لـ دونالد ترامب، بل ازداد زخمًا مع تصاعد الحديث عن احتمالية ترشحه مجددًا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة. وبينما يستمر الجدل حول إرثه السياسي، يترقب المراقبون والمواطنون على حد سواء الخطوات التالية لهذا الرئيس الذي غيّر الكثير من قواعد اللعبة السياسية في الولايات المتحدة.
يمكن متابعة أحدث أخبار ترامب عبر منصة الشرق، إلى جانب تفاصيل مسيرته الرئاسية، والتطورات المرتبطة بالمشهد السياسي الأمريكي عبر آخر أخبار الولايات المتحدة.
إعادة التموضع داخل الحزب الجمهوري
منذ مغادرته المنصب، لم يتخذ ترامب مسار التقاعد السياسي، بل شرع في إعادة تموضعه كقائد فعلي للحزب الجمهوري. فقد واصل تنظيم التجمعات الجماهيرية الكبرى، ودعم مرشحين مؤيدين له في الانتخابات التمهيدية، مما جعله قوة لا يمكن تجاهلها داخل الحزب. وعلى الرغم من وجود بعض الأصوات الجمهورية التي تحاول الدفع بوجوه جديدة، فإن قاعدة ترامب الشعبية لا تزال صلبة، وتمنحه ثقلًا سياسيًا كبيرًا.
نوايا الترشح للانتخابات القادمة
لم يُخفِ ترامب نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2024، وقد صرّح في أكثر من مناسبة أنه “لن يخذل الشعب الأمريكي”. كما بدأ مبكرًا في بناء حملته الانتخابية من خلال توسيع شبكة الدعم، وإطلاق منصته “Truth Social” للتواصل المباشر مع الجمهور بعد حظره من عدة منصات تقليدية.
وبينما يرى أنصاره أن عودته ستصحح “أخطاء الديمقراطيين”، فإن خصومه يعتبرون ترشحه مجددًا تهديدًا للديمقراطية والمؤسسات، خصوصًا بعد أحداث اقتحام الكابيتول في يناير 2021.
ملفات قانونية تلاحقه
رغم طموحاته السياسية، يواجه ترامب تحديات قانونية قد تؤثر على مستقبله. تشمل هذه التحديات تحقيقات في قضية الوثائق السرية التي عُثر عليها في منزله، وتحقيقات حول محاولته قلب نتائج انتخابات 2020 في ولاية جورجيا، إضافة إلى قضايا تتعلق بأعماله التجارية.
هذه التحقيقات تُلقي بظلال من الشك حول إمكانية نجاح حملته، لكنها لم تؤثر حتى الآن على حماسة أنصاره، الذين يرون أنها حملة ممنهجة ضده لمنعه من العودة إلى الحكم.
تأثير مستمر في السياسة الخارجية
حتى خارج منصب الرئاسة، لا يزال ترامب حاضرًا في ملفات السياسة الخارجية الأمريكية. فهو يعارض الدعم الكبير لأوكرانيا، وينتقد النهج الديمقراطي في التعامل مع الصين وإيران. كما أنه لا يخفي رأيه في الملفات المرتبطة بالمهاجرين، واتفاقيات التجارة الدولية، مما يجعله شخصية محورية حتى وهو خارج الحكم.
علاقة متوترة مع الإعلام
منذ البداية، خاض ترامب معركة مفتوحة مع وسائل الإعلام التقليدية التي وصفها مرارًا بأنها “أعداء الشعب”. وبعد حظره من تويتر وفيسبوك، أطلق منصته الخاصة، ما عزّز من استقلالية رسائله السياسية وخطابه الموجه إلى أنصاره. هذا النهج غير التقليدي في التواصل السياسي أصبح سمة مميزة له، ولا يزال يعتمد عليه في إعادة بناء نفوذه السياسي.
قاعدة شعبية لا تزال قوية
رغم الجدل المتواصل حوله، يحتفظ ترامب بقاعدة جماهيرية واسعة ومخلصة، خصوصًا في المناطق الريفية والولايات المحافظة. هذه القاعدة ترى فيه صوتًا يمثل مصالح “الأمريكيين المنسيين”، وتعتبر سياساته الاقتصادية ومواقفه تجاه الهجرة والتجارة بمثابة نقلة نوعية لمصلحتهم. هذه العلاقة القوية بين ترامب وأنصاره تمنحه القدرة على التأثير في نتائج الانتخابات، سواء كمرشح رئاسي أو كداعم لمرشحين آخرين، ما يجعله قوة لا يمكن تجاهلها في أي معركة انتخابية قادمة.
هل يعود ترامب إلى البيت الأبيض؟
بين الزخم الشعبي والتحديات القانونية والانقسام الحزبي، تبقى عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مسألة مفتوحة على كل الاحتمالات. البعض يرى أنها مسألة وقت، والبعض الآخر يعتقد أن المرحلة القادمة تتطلب وجوهًا جديدة، لكن المؤكد أن ترامب ما زال الرقم الأصعب في السياسة الأمريكية.