أعلن مصدر أمني سوري، مساء الثلاثاء، عن تعرض نقاط أمنية في محافظة السويداء جنوب البلاد لهجوم من قبل فصائل مسلحة، واصفا إياه بأنه خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الساري في المنطقة. وذكرت الوكالة السورية للأنباء (سانا) أن الهجوم استهدف تل حديد وتل أقرع بريف السويداء بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة.

وتشهد محافظة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، توترا أمنيا منذ فترة، حيث وقعت اشتباكات مسلحة في يوليو/تموز الماضي بين مجموعات درزية وأخرى من العشائر البدوية، أسفرت عن مئات الضحايا، حسب ما ذكرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان. وقد دخلت المنطقة في حالة هدوء هش منذ ذلك الحين، مع استمرار الجهود لإرساء المصالحة.

خرق اتفاق وقف إطلاق النار

وفي سياق متصل، أعلنت الحكومة السورية في سبتمبر/أيلول عن خريطة طريق بدعم من الولايات المتحدة والأردن بهدف تعزيز المصالحة في محافظة السويداء، تقوم على محاسبة المتورطين في الاعتداء على المدنيين. وقد سبق أن أعلنت الحكومة السورية عن أربعة اتفاقات متتالية لوقف إطلاق النار في السويداء خلال الأشهر الماضية، إلا أن ثلاثة منها لم يدم طويلا.

ويأتي هذا الهجوم في ظل استمرار التوتر الأمني في المنطقة، حيث تتهم الحكومة السورية بعض الجماعات المسلحة بالوقوف وراء العديد من الأنشطة غير القانونية، بما في ذلك الاتجار بالمخدرات. وقد أعلنت السلطات السورية في مناسبات سابقة عن ضبط مستودعات ومصانع مخدرات في مناطق متفرقة من البلاد، مع اتهامها للنظام السابق بالتورط في هذه الأنشطة.

جهود المصالحة

وفي محاولة لتعزيز الاستقرار في المنطقة، تستمر الجهود الدبلوماسية والسياسية لإرساء المصالحة في محافظة السويداء. وتشمل هذه الجهود دعم المجتمع الدولي، حيث تعمل الولايات المتحدة والأردن على تقديم الدعم اللازم لتنفيذ خريطة الطريق التي أعلنتها الحكومة السورية.

تحديات مستقبلية

ومع ذلك، يبقى الوضع في السويداء هشا، حيث يواجه عملية المصالحة تحديات كبيرة. وتتطلب هذه العملية تعاونا من جميع الأطراف المعنية، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات حازمة لمحاسبة المتورطين في الانتهاكات.

وفي الختام، يتوقع أن تستمر الجهود لإرساء المصالحة في محافظة السويداء، مع التركيز على تنفيذ خريطة الطريق المعلنة ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات. وسيكون من المهم مراقبة التطورات في المنطقة لتقييم مدى نجاح هذه الجهود في تحقيق الاستقرار المنشود.

شاركها.