لا يزال وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير يثير الجدل بسبب إصراره على وضع المسجد الأقصى في قلب الصراع، وهو أمر يحذر حتى بعض المسؤولين الإسرائيليين من أنه يدفع المنطقة نحو الاشتعال.
فقد أعلن بن غفير مؤخرا نيته إقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى، استنادا على ما وصفها بـ”المساواة بين حقوق المسلمين واليهود في إقامة الصلوات داخل المسجد”.
وجاءت تصريحات بن غفير بعد نحو أسبوعين من اقتحامه المسجد الأقصى برفقة مئات من المستوطنين الذين قاموا بأداء بعض الصلوات التلمودية بداخل حرم المسجد الأقصى.
وردا على تصريحات الوزير المتطرف، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه “لا تغيير على الوضع القانوني بالمسجد الأقصى”. في حين قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن المنطقة كلها تشهد على عجز نتنياهو في مواجهة بن غفير، وإن رئيس الوزراء “غير قادر على السيطرة على الحكومة حتى حينما تكون هناك محاولة واضحة لتقويض أمننا القومي”.
أما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فقالت -في بيان- إن إعلان بن غفير “يعكس نيّات حكومة الاحتلال وخطواتها الإجرامية تجاه المسجد الأقصى وهويته العربية والإسلامية، والتي تسعى من خلالها إلى تهويده وإحكام السيطرة عليه”. كما دعت الحركة “إلى النفير العام والحشد في المسجد الأقصى وساحاته لإفشال مخططات الاحتلال”.
وعلى مواقع التواصل، كانت التعليقات كلها ترى أن تصريحات بن غفير وممارسته ليست سوى دليل على عجز المسلمين عن حماية المسجد، وأيضا على رغبة الوزير الإسرائيلي في إشعال حرب إقليمية.
فقد كتبت صاحبة حساب باسم سما أن “بن غفير يدعو لبناء كنيس يهودي توراتي داخل أسوار الأقصى، بعد أن تجاهل المسلمين دخولهم الأقصى والعبث فيه، ونجاحه بالسماح للمتطرفين بالسجود داخل الأقصى دون أي اعتراض أو استنكار”.
كما قال محمود: “أثار الوزير الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الجدل بعدما شكك في الوضع القائم في باحات المسجد الأقصى في تحد صارخ لمليارين من المسلمين، الذين هم مجرد غثاء لما يحصل في غزة”.
أما أحمد فقال: “بن غفير المتعصب المحتل يطور الأمور، ليس لتوسيع الحرب إقليميا، بل يتطلع لحرب عالمية بدعوته لبناء كنيس داخل المسجد الأقصى”. كما كتب هادي: “فكرة بناء كنيس يهودي في فناء المسجد الأقصى ليست جديدة وليست من بنات أفكار بن غفير، بل هي فكرة ومخطط قديم جدا”.
ويرأس بن غفير أحد أهم الأحزاب اليمينية المتطرفة في ائتلاف نتنياهو الحكومي، ولديه سجل حافل بالتصريحات المعارضة للخط الحكومي الإسرائيلي، ومن غير المرجح أن يتم طرده من الحكومة أو أن يواجه عقوبة كبيرة، وفقا لما نقلته وكالة رويترز.