17/7/2025–|آخر تحديث: 13:37 (توقيت مكة)
وجهت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لأفغانستان روزا أوتونباييفا أمس الأربعاء نداء لتقديم دعم دولي فوري لجهود الإغاثة الإنسانية للاجئين الأفغان المرحلين من دول الجوار، والذيي يقدر عددهم بعشرات الآلاف يوميا.
وقالت المسؤولة الأممية خلال زيارة لمعبر إسلام قلعة الحدودي بين أفغانستان وإيران “إن ما كان ينبغي أن تكون لحظة عودة إيجابية للعائلات التي فرت من الصراع قبل عقود تحولت إلى إرهاق وصدمات وحالة عميقة من عدم اليقين”.
وأضافت أوتونباييفا أن الحجم الهائل للعائدين “يجب أن يدق أجراس الإنذار في جميع أنحاء المجتمع العالمي”، معتبرة الأمر اختبارا لإنسانيتنا الجماعية”، ومشيرة إلى “معاناة أفغانستان من الجفاف وأزمة إنسانية مزمنة، وليس بوسعها تحمّل هذه الصدمة بمفردها”.
وحسب المسؤولة الأممية، فإن “وتيرة وحجم العائدين الأفغان تفوق قدرة أنظمة الدعم الهشة رغم الجهود الحثيثة لوكالات الأمم المتحدة والسلطات المحلية والدعم الشعبي لهذه الفئة”.
معاناة
وعاد أكثر من 1.3 مليون أفغاني حتى الآن في عام 2025، مما يفرض ضغطا كبيرا على المجتمعات في بلد يعيش فيه 70% من السكان تحت خط الفقر.
وتواجه النساء والأطفال أشد المخاطر، لأنهم لا يعودون إلى صعوبات اقتصادية وخيمة فحسب، بل إلى سياق تظل فيه إمكانية وصولهم إلى الخدمات الأساسية والحماية الاجتماعية محدودة للغاية.
كما أن العمليات الإنسانية تظل تعاني من نقص التمويل بشكل خطير، مما يجبر على اتخاذ خيارات مؤلمة بين الغذاء والمأوى والممر الآمن.
وأكدت الممثلة الخاصة للأمين العام على الأهمية الحيوية للمساعدة الفورية في إعادة الإدماج، حيث تظهر الأدلة الأولية أن استقرار مجتمعات العائدين يتطلب برامج معيشية عاجلة واستثمارات في البنية التحتية المجتمعية.
وتابعت “بدون تدخلات سريعة ستؤدي خسائر التحويلات المالية وضغوط سوق العمل والهجرة الدورية إلى عواقب مدمرة، مثل زيادة زعزعة استقرار كل من العائدين والسكان المضيفين وتجدد النزوح، والتحركات الجماعية إلى الأمام ومخاطر على الاستقرار الإقليمي”.
وناشدت المسؤولة الأممية المانحين وشركاء التنمية والحكومات الإقليمية قائلة “لا تديروا ظهوركم، يجب ألا يُترك العائدون”، مبرزة أن ما نشهده هو “عواقب مباشرة لمسؤوليات عالمية لم يتم الوفاء بها، ويجب أن نتحرك الآن بالإمكانيات، بالتنسيق، وبالعزم”.
كما دعت الأمم المتحدة في أفغانستان إلى اتباع نهج متكامل يوفر الموارد للاحتياجات الإنسانية فيما يقوم في الوقت نفسه بتوسيع نطاق المساعدة في مناطق العودة.
وشددت على ضرورة إعطاء الأولوية للحوار الإقليمي -بما في ذلك مع إيران وباكستان ودول آسيا الوسطى- من أجل وقف العودة غير المنظمة للاجئين الأفغان والحفاظ على مبدأ العودة الطوعية الكريمة والآمنة.