مهرجان فينيسيا السينمائي: منصة للتضامن مع فلسطين
تحوّل مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي بدورته الـ82 إلى ما يشبه المسرح العالمي للتضامن، حيث شهدت السجادة الحمراء لحظات لا تُنسى عندما رفع عدد من الحضور لافتة كُتب عليها: نحن جميعاً شهود على إبادة جماعية.
كانت هذه اللافتة إشارة قوية للحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، والتي أودت بحياة أكثر من 63 ألف فلسطيني وفقًا لإحصاءات أممية.
مسيرة جماهيرية تحت شعار “فلسطين حرة”
لم يكن المشهد المؤثر على السجادة الحمراء حدثًا معزولًا. فقد شهد محيط المهرجان في 30 أغسطس مسيرة جماهيرية ضخمة تحت شعار فلسطين حرة، شارك فيها فنانون وجماهير من مختلف أنحاء العالم.
طالب المشاركون بوقف الإبادة الجماعية ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة. كان الجو مشحونًا بالعاطفة والتصميم، وكأن الجميع كانوا جزءًا من فيلم درامي حيّ يطالب بالعدالة والحرية.
رسالة مفتوحة من صناع السينما
وفي خطوة جريئة، وقّع أكثر من 1500 سينمائي عالمي، بينهم المخرج الإيطالي ماركو بيلوتشيو والتونسية كوثر بن هنية، على رسالة مفتوحة دعت إدارة المهرجان لاتخاذ موقف واضح ضد الحرب على غزة.
“الفن لا ينفصل عن قضايا الإنسان والعدالة”، كانت هذه العبارة تتردد بين الموقعين الذين أكدوا أن الفن يجب أن يكون صوت الحق والإنسانية.
“صوت هند رجب”: فيلم يوثق مأساة إنسانية
من بين أبرز الأعمال المشاركة في المهرجان كان فيلم صوت هند رجب للمخرجة التونسية كوثر بن هنية. الفيلم مدعوم من نجوم عالميين مثل براد بيت وخواكين فينيكس، ويُوثق مأساة الطفلة هند رجب التي استشهدت مع عائلتها في غزة.
“الفيلم يعكس حساسية المهرجان تجاه الأزمة الإنسانية”، كما أوضح مدير المهرجان ألبرتو باربيرا الذي أكد رغم ذلك تمسكه بمبدأ الحياد الفني.
الغضب الدولي يتصاعد
يأتي هذا الحراك الفني في ظل تصاعد الغضب الدولي إزاء السياسات الإسرائيلية في غزة. تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن 70 من البنية التحتية في القطاع دُمرت، فيما يواجه نحو 1.9 مليون فلسطيني خطر المجاعة والنزوح.
“العالم يشاهد وينتظر العدالة”. يبدو أن مهرجان فينيسيا لم يكن مجرد مناسبة سينمائية هذا العام؛ بل كان منصة عالمية للتعبير عن التضامن والمطالبة بالتغيير الحقيقي.