أظهرت دراسة حديثة نشرت نتائجها في 17 ديسمبر 2025، أن معالجة أقمشة حمل الأطفال بمبيد حشري، على غرار ما يُستخدم في حماية الجنود، يمكن أن تقلل بشكل كبير من خطر إصابة الرضع بـالملاريا. وتأتي هذه النتائج من بحث أجري في أوغندا، حيث يعد المرض متوطناً، ويقدم نهجًا مبتكرًا للوقاية من المرض بين الفئات الأكثر ضعفاً.

دراسة جديدة تكشف عن فعالية مكافحة الملاريا باستخدام الأقمشة المعالجة

شملت الدراسة، التي استمرت ستة أشهر، 400 أم ورضيع تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و18 شهراً. قُسمت المجموعة إلى نصفين: تلقى أحدهما أقمشة حمل قطنية معالجة بمبيد البيرميثرين، بينما استخدم النصف الآخر أقمشة معالجة بالماء فقط كعنصر تحكم. تم إعادة معالجة الأقمشة كل أربعة أسابيع لضمان استمرار فعاليتها.

بالإضافة إلى ذلك، تلقت جميع الأمهات وأطفالهن في الدراسة ناموسيات معالجة بمبيدات حشرية كإجراء وقائي قياسي. يهدف هذا إلى تقييم تأثير الأقمشة المعالجة تحديداً، مع الأخذ في الاعتبار التدخلات الأخرى الشائعة في مكافحة الملاريا.

وكشفت النتائج المنشورة في مجلة نيو إنجلاند الطبية أن الرضع الذين استخدموا أقمشة الحمل المعالجة بالبيرميثرين أظهروا انخفاضاً بنسبة 66٪ في حالات الإصابة بـالملاريا مقارنة بالمجموعة الضابطة. وهذا يشير إلى أن هذه الطريقة قد تكون مكملة فعالة للتدابير الحالية للوقاية من المرض.

تحديات وآثار محتملة لاستخدام البيرميثرين

على الرغم من النتائج الواعدة، اعترف الباحثون بضرورة إجراء المزيد من البحوث الطويلة الأمد لتقييم الآثار المحتملة للتعرض المستمر للبيرميثرين، خاصةً على النمو العصبي للأطفال. لمزيد من التحقق من سلامة هذه الطريقة، يجب مراقبة الأطفال لفترة أطول.

ويرجع ذلك إلى أن الملاريا، في جميع أشكالها، يمكن أن تؤدي إلى إعاقات إدراكية طويلة الأمد، مما يستدعي الموازنة الدقيقة بين الفوائد المحتملة لهذه الطريقة الجديدة والمخاطر الصحية المحتملة. إن تحديد المخاطر والفوائد بشكل كامل هو أمر بالغ الأهمية قبل التوسع في تطبيق هذه الاستراتيجية.

من المهم ملاحظة أن هذه الدراسة تركز على الوقاية من الملاريا بين الرضع. وتعتبر هذه الفئة العمرية عرضة بشكل خاص للمضاعفات الخطيرة الناجمة عن المرض، مما يجعل البحث عن أساليب وقاية فعالة أمراً بالغ الأهمية. وقد اكتسبت مكافحة الملاريا أهمية خاصة في السنوات الأخيرة، مع تزايد المخاوف بشأن مقاومة الأدوية وانتشار المرض في مناطق جديدة.

أشار الخبراء إلى أن هذا النهج، إذا ثبتت سلامته على المدى الطويل، قد يكون ذا فائدة خاصة في المناطق النائية التي تعاني من محدودية إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية. توفر الأقمشة المعالجة طريقة سهلة الاستخدام وبأسعار معقولة لحماية الأطفال من لسعات البعوض الحامل للملاريا.

الخطوات التالية وتأثير النتائج على الصحة العامة

بناءً على نتائج هذه الدراسة، يخطط الباحثون لإجراء تجارب سريرية واسعة النطاق تشمل عدداً أكبر من المشاركين وفترات متابعة أطول. يهدف هذا البحث المستمر إلى تأكيد فعالية الأقمشة المعالجة وتحديد أي آثار جانبية محتملة بدقة أكبر. من المتوقع أن يتم الانتهاء من المرحلة الأولى من هذه التجارب بحلول نهاية عام 2026.

بالإضافة إلى ذلك، سيتم إجراء دراسات لتقييم فعالية أنواع مختلفة من مبيدات الحشرات، بالإضافة إلى طرق المعالجة المثلى لضمان أقصى قدر من الحماية. وسيتم أيضاً تقييم الجدوى الاقتصادية لتوسيع نطاق استخدام هذه الطريقة في برامج الصحة العامة.

في الختام، تقدم هذه الدراسة رؤى قيمة حول إمكانية استخدام الأقمشة المعالجة بمبيدات الحشرات كأداة وقائية إضافية ضد الملاريا لدى الرضع. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتقييم سلامتها وفعاليتها على المدى الطويل قبل أن يتم تبنيها على نطاق واسع. يجب على صناع السياسات والباحثين مراقبة التقدم في هذا المجال عن كثب لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن استراتيجيات مكافحة المرض.

شاركها.