خلصت دراسة حديثة إلى أن اللقاحات المضادة لفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، خاصةً عند أخذها في سن مبكرة. الدراسة، التي نُشرت في 24 نوفمبر 2025، أكدت فعالية التطعيم ضد هذا السرطان الشائع، مما يوفر بيانات جديدة تدعم برامج التطعيم الحالية والمستقبلية.
أجرت منظمة “كوكرين” المستقلة هذه الدراسة، والتي تعتبر مراجعة شاملة للأدبيات العلمية حول لقاح فيروس الورم الحليمي البشري. وقد تم نشر نتائج هذه المراجعة بعد تحليل دقيق للعديد من الدراسات التي أجريت خلال العقد الماضي، مما يعكس التطور المستمر في الأبحاث المتعلقة بهذا الفيروس.
فعالية لقاح فيروس الورم الحليمي البشري في الوقاية من سرطان عنق الرحم
تشير النتائج إلى أن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري قد يقلل معدل الإصابة بسرطان عنق الرحم بنسبة تصل إلى 80% لدى الأفراد الذين تم تطعيمهم قبل سن 16 عامًا. وينبع هذا التأثير الوقائي القوي من قدرة اللقاح على تحفيز الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة ضد أنواع فيروس الورم الحليمي البشري الأكثر شيوعًا والتي تسبب السرطان.
ومع ذلك، أظهرت التحليلات أن فعالية اللقاح تقل مع التقدم في العمر. هذا لأن نسبة أكبر من الأفراد يكونون قد تعرضوا بالفعل للفيروس من خلال النشاط الجنسي قبل تلقي التطعيم.
مراجعات الدراسة: اختلاف في النتائج الأولية
نُشرت مراجعتان منفصلتان كجزء من الدراسة الأكبر. ركزت المراجعة الأولى، التي استندت إلى تجارب سريرية أجرتها شركات الأدوية، على سلامة اللقاح، وخلصت إلى أنه آمن بشكل عام، ولكنها أثارت تساؤلات حول فعاليته بسبب قلة البيانات طويلة الأمد.
في المقابل، قامت المراجعة الثانية بتحليل أكثر من 200 دراسة رصدية قامت بتقييم تأثير برامج التطعيم على نطاق واسع. وقد أكدت هذه المراجعة بوضوح الفوائد الوقائية للقاح ضد سرطان عنق الرحم، بالإضافة إلى أنواع أخرى من السرطانات المرتبطة بالفيروس.
تؤكد هذه النتائج أهمية التطعيم المبكر ضد فيروس الورم الحليمي البشري لضمان أقصى قدر من الحماية. إضافةً إلى ذلك، فإن الاستمرار في مراقبة فعالية اللقاح على المدى الطويل أمر بالغ الأهمية.
تأثير اللقاح على أنواع السرطان الأخرى والآثار الجانبية المحتملة
بالإضافة إلى سرطان عنق الرحم، يبدو أن اللقاح يوفر حماية ضد أنواع أخرى من السرطانات المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري، بما في ذلك سرطانات المهبل والشرج والقضيب. ومع ذلك تشير الدراسة إلى أن الأدلة المتعلقة بهذه الأنواع أقل قوة بسبب قلة عدد الحالات التي تم دراستها.
يهدف الباحثون باستمرار إلى تقييم سلامة اللقاح على المدى الطويل. خلصت الدراسة إلى أن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري لا يرتبط بزيادة خطر الآثار الجانبية طويلة الأمد أو بالعقم، مما يزيل بعض المخاوف التي أثارها البعض.
تعتبر هذه النتائج بمثابة تعزيز لجهود الصحة العامة التي تهدف إلى زيادة معدلات التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري على مستوى العالم. وفي ضوء هذه الدراسة، من المتوقع أن تقوم العديد من الدول بمراجعة برامج التطعيم الخاصة بها لضمان وصول التطعيم إلى أكبر عدد ممكن من الأفراد المؤهلين.
من المقرر أن تناقش وزارة الصحة في [اسم الدولة] نتائج هذه الدراسة في اجتماع يعقد في أوائل ديسمبر 2025، بهدف تحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى تعديل استراتيجيات التطعيم الحالية. سيراقب الخبراء عن كثب البيانات الجديدة لتحديد أي اتجاهات أو تحديات ناشئة، والعمل على تحسين فعالية برامج الوقاية من فيروس الورم الحليمي البشري.






