|

تتسارع الأحداث الميدانية في محافظة السويداء جنوبي سوريا في ظل تعنت بعض شيوخ الطائفة الدرزية وفي مقدمتهم الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز حكمت الهجري، مما يثير تساؤلات بشأن أسباب تمسكه دائما بموقف معادٍ للدولة السورية.

يقول الكاتب والباحث السياسي السوري عمر أبو ليلى إن الهجري ومجلسه العسكري صنعا الفوضى في الجنوب السوري، واستقوى بإسرائيل على أبناء سوريا، وهو ما لم يحدث في تاريخ البلاد.

ويحاول الهجري الحفاظ على مصالحه ومشاريعه الشخصية، فهو يسعى لفرض معادلة أشبه بمعادلة قوات “سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال شرقي سوريا”، حسب أبو ليلى.

وكان الهجري يُمني النفس بأن تثمر معادلته في الجنوب السوري قيادة تمنحه “استقلالا وانفصالا عن الدولة السورية”، في ظل قناعته بأن تريُّث دمشق كان ضعفا.

ويؤكد الكاتب والباحث السياسي أن الدولة السورية صبرت على الهجري ومجلسه العسكري 7 أشهر، وفصلت بينه وبين القيادات الوطنية في السويداء مثل ليث البلعوس وغيره، حيث رحبت تلك القيادات بدخول قوات الأمن وبسط سيطرتها وطرد فلول النظام السابق.

وأعرب عن قناعته بأن الغالبية من شيوخ السويداء والطائفة الدرزية مع الدولة السورية، التي بسطت سيطرتها على 95% من المحافظة بما فيها معظم مركز المدينة والأرياف باستثناء بعض الجيوب.

وبناءً على هذا الوضع، فإن الهجري يرفع صوته أكثر “كلما زادت خسارته وكلما أيقن أن مشروعه ذاهب إلى زوال”، وهو ما يفسر كثرة بياناته، في وقت تصرّ فيه الدولة على المضيّ قدمًا لاستئصاله، ولن تتراجع قبل أن تنهي حالة الفوضى.

وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، أعلنت وزارة الداخلية السورية التوصل لاتفاق مع مشايخ ووجهاء الطائفة الدرزية لوقف إطلاق النار في السويداء، ونشر حواجز أمنية بها واندماجها الكامل ضمن الدولة السورية، حسب وكالة الأنباء الرسمية.

وفي هذا الإطار، قال شيخ عقل الطائفة الدرزية بالسويداء يوسف جربوع إن الاتفاق يحظى بتأييد كبير من المجتمع في السويداء ويمثل الغالبية في المحافظة.

وأكد جربوع للجزيرة رفضه “أي استغلال للملف الدرزي”، مشددا على أن أي اعتداء على الدولة السورية “هو اعتداء علينا”.

لكن الهجري أعلن مساء الأربعاء رفضه اتفاق وقف إطلاق النار المُوقع بين الدولة ووجهاء ومشايخ الطائفة الدرزية في السويداء، مؤكدا التمسك بالقتال.

وقبل ذلك، أطلق الهجري مناشدات للرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتدخل من أجل ما سمّاه “إنقاذ السويداء”.

وبعد اندلاع اشتباكات دامية قبل أيام، أعلنت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز -في بيان- رفضها دخول قوات الأمن العام السوري إلى محافظة السويداء، وطالبت بما وصفتها بالحماية الدولية على خلفية خطورة الوضع في المحافظة.

شاركها.