وقعت شركة مايكروسوفت اتفاقية مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي وشركة تقنية المعلومات السعودية (STC) لاستكشاف فرص تطوير خدمات الحوسبة السحابية ذات سيادة داخل المملكة. يهدف هذا التعاون إلى إنشاء بنية تحتية سحابية تلبي متطلبات الأمن والامتثال التنظيمي الصارمة، مدفوعة بالطلب المتزايد على هذه الخدمات في المنطقة. وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه السعودية استثمارات كبيرة في مجال مراكز البيانات والبنية التحتية الرقمية.
توسع نطاق الحوسبة السحابية السيادية في السعودية
تُعد الحوسبة السحابية السيادية مفهومًا ناشئًا يركز على الاحتفاظ بالتحكم في البيانات والبنية التحتية داخل حدود دولة معينة. تهدف هذه الاتفاقية إلى بناء خدمات سحابية تتمتع بمستويات أمان أعلى وتتوافق بشكل كامل مع القوانين واللوائح المحلية السعودية، كما ذكرت وكالة رويترز. من شأن هذه البنية التحتية أن تتيح للجهات الحكومية والشركات السعودية تخزين ومعالجة بياناتها الحساسة بشكل آمن وموثوق.
ويتزامن هذا التطور مع مبادرات سعودية أوسع نطاقًا لتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للبيانات. تشهد المملكة حاليًا طفرة في إنشاء مراكز بيانات جديدة، مدفوعة بالتحول الرقمي الطموح ورؤية 2030.
استثمارات ضخمة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي
أعلنت شركة هيومان (Hymain)، وهي شركة سعودية متخصصة في الذكاء الاصطناعي، عن خطط لإنشاء مجموعة من مراكز البيانات بقدرة تشغيلية تبلغ 2 غيغاواط. يهدف هذا الاستثمار إلى تلبية احتياجات شركة Luma AI، التي تركز على توليد مقاطع الفيديو باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وفقًا لتقرير نشرته بلومبيرغ.
تتعاون هيومان مع شركات عالمية رائدة مثل AMD و Cisco لتطوير هذه المراكز الجديدة. صرح طارق أمين، الرئيس التنفيذي لشركة هيومان، أن هذه الشراكة يمكن أن تؤدي إلى إيجاد كيان مماثل لشركة Coreweave، وهي شركة أمريكية متخصصة في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.
شراكات تقنية متنامية
بالإضافة إلى ذلك، حصلت شركة هيومان على شريحة رئيسية للذكاء الاصطناعي من Nvidia لاستخدامها في مركز بيانات جديد في الرياض. كما يجري العمل على إنشاء مركز بيانات لشركة xAI، التابعة لإيلون ماسك، بقدرة تتجاوز 500 ميغاواط في المملكة. تُظهر هذه الاستثمارات والتوسع في الشراكات التزام السعودية بتطوير قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي و مراكز البيانات.
يشير خبراء القطاع إلى أن هذه المبادرات ستساعد في تقليل الاعتماد على الخدمات السحابية الأجنبية وتعزيز السيادة الرقمية للمملكة. كما ستساهم في خلق فرص عمل جديدة وتحفيز النمو الاقتصادي.
مع ذلك، لا يزال هناك عدد قليل من التحديات التي يجب معالجتها. ويشمل ذلك ضمان توافر الطاقة الكافية لتشغيل مراكز البيانات الجديدة، وتطوير القوى العاملة الماهرة في مجال الحوسبة السحابية، ووضع إطار تنظيمي واضح لتنظيم هذه الصناعة سريعة النمو.
من المتوقع أن يتم الإعلان عن تفاصيل إضافية حول التعاون بين مايكروسوفت وصندوق الاستثمارات العامة و STC في الأشهر المقبلة. سيستغرق بناء البنية التحتية اللازمة لتوفير خدمات الحوسبة السحابية السيادية عدة سنوات، ومن المرجح أن يكون هناك المزيد من الاستثمارات والشراكات في هذا المجال في المستقبل القريب. تعتبر تطورات هذه التقنيات حاسمة للتحول الرقمي في المملكة العربية السعودية، ويُنتظر أن تزداد أهميتها في السنوات القادمة.






