استبعد الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم الفلاحي أن يكون جيش الاحتلال الإسرائيلي قد تمكن -كما زعم- من استعادة أحد الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، ورجح فرضية هروبه بعد إصابة أو استشهاد حراسه.

وأعلن جيش الاحتلال في وقت سابق أن قواته “أنقذت الأسير فرحان القاضي” من نفق في منطقة جنوبي قطاع غزة. وقال المتحدث العسكري دانيال هاغاري -في مؤتمر صحفي- “لا يمكن الإفصاح عن المعلومات المتعلقة بعملية استعادة المختطف”، وأكد أنهم يعملون على إعادة كل الأسرى، وأنه “لا يزال 108 -منهم نساء- محتجزين في غزة”.

وقال العقيد الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري بغزة- إن جيش الاحتلال تعوّد القيام بقصف جوي ومدفعي، وباتخاذ إجراءات عسكرية قبل الإعلان عن استعادة أسراه، وهو ما لم يحدث في حالة الأسير القاضي.

وأضاف أن قضية الهروب هي أقرب بشكل كبير جدا إلى الواقع، فقد يكون الحراس قد أصيبوا أو استشهدوا، مما ساعد هذا الأسير على الهروب، واستبعد أن يكون جيش الاحتلال قد حقق إنجازا عسكريا بدليل أن 108 لا يزالون في الأسر.

وكانت إسرائيل أعلنت أواخر الشهر الماضي استعادة جثث 5 أسرى محتجزين، بينهم 4 جنود، خلال عملية في خان يونس جنوبي قطاع غزة، والأسبوع الماضي، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أنّ الجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) تمكنا من انتشال 6 جثث محتجزين من قطاع غزة في أحد الأنفاق بمنطقة خان يونس.

توظيف سياسي

ومن جهة أخرى، أكد الخبير العسكري والإستراتيجي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوظف محوري نتساريم وفيلادلفيا توظيفا سياسيا، حتى يرضي اليمين المتطرف في حكومته، ويمنع انهيارها، ومن ثم محاكمته لاحقا.

وأوضح أن القيادة العسكرية في إسرائيل أعلنت أن البقاء في المحورين -خاصة فيلادلفيا- لا يشكل أهمية كبيرة للجيش الإسرائيلي، لكن نتنياهو يصر على ذلك.

وبشأن محور نتساريم، قال العقيد الفلاحي إن التوسعة ترتبط بعدة أمور، موضحا أن المحور به 3 طرق رئيسية: طريق للعجلات المدولبة، وطريق للعجلات المدرعة والآلية، وآخر للحركة السريعة.

وتتوزع 4 عقد دفاعية على طول خط محور نتساريم، ولكن جيش الاحتلال بات يتحدث عن 4 مواقع عسكرية كبيرة، مما يعني أن المحور جرت توسعته. وقال العقيد الفلاحي إن عملية التوسيع جاءت لتركيز السيطرة على المحور في هذه المنطقة وتقليل خسائر الجيش الإسرائيلي.

وأشار أيضا إلى أن المحور أصبح يشمل الميناء الذي أقامته الولايات المتحدة الأميركية ثم سحبته إلى ميناء أسدود.

أما بخصوص محور فيلادلفيا الذي قال الجيش الإسرائيلي إنه لا حاجة لإبقاء قوات بداخله، فإن العقيد الفلاحي لفت إلى أن ما يصر عليه نتنياهو يتناقض مع اتفاقية عام 1979 مع مصر، التي ترفض رفضا قاطعا بقاء القوات الإسرائيلية في هذه المنطقة، بالإضافة إلى البروتوكول الإضافي الموقع معها عام 2005 الذي ينص على عدم بقاء القوات الإسرائيلية في المحور، بل يُسلم للسطات الفلسطينية.

وخلص العقيد الفلاحي إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يهدف من خلال الشروط التي يضعها إلى عرقلة المفاوضات الجارية بين المقاومة الفلسطينية في غزة وإسرائيل.

شاركها.