|

قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن المقاومة ملزمة بـ”مواصلة القتال في شمال قطاع غزة من المسافة صفر وتجنب معركة حاسمة”، واصفا ما يحدث بأنه “مسألة حياة أو موت” لفصائل المقاومة الفلسطينية.

جاء حديث حنا للجزيرة على هامش تصاعد حدة القتال بين فصائل المقاومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جباليا شمالي القطاع.

ويعتقد حنا، أن القتال في شمال القطاع بات مسألة حياة أو موت، معربا عن قناعته بأن الهدف “عدم خسارة المنطقة، والدخول بمعركة استنزاف مع الاحتلال”.

وقال إن المقاومة تستفيد من مخلفات الاحتلال التي لم تنفجر، حيث تُعيد استخدامها ضمن منظومة تفجير العبوات الناسفة والقذائف المضادة للدروع وعمليات القنص.

ومن وجهة نظره، يعكس استعانة الاحتلال بـ”فرقة ناقص” (أقل من فرقة عسكرية بقليل)، إلى جانب لواء غفعاتي للمشاة “حجم وأهمية وصعوبة الهدف في جباليا”، والتي قال إنها مركز ثقل أساسي للمقاومة والبيئة الحاضنة لها والملاذ الآمن للمقاتلين.

وتتكون الفرقة من أكثر من لواء، وتضم وفق المعايير العسكرية أكثر من 10 آلاف جندي.

وبثت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الأحد، مشاهد من استهداف مقاتليها آليات عسكرية إسرائيلية بعبوات ناسفة وقذائف مضادة للدروع، إضافة إلى اشتباكات ضارية مع قوات إسرائيلية خاصة من مسافات قصيرة.

ويعتقد الخبير العسكري أن دخول الاحتلال إلى جباليا يمثل “شكلا جديدا ولكن بمضمون قديم”، في إشارة منه إلى إمكانية فتح الباب أمام الاستيطان في المنطقة حال جرى تهجير سكان شمال القطاع وتدميره كليا.

وأعرب عن قناعته بأن الاحتلال يسابق الزمن لتنفيذ مخططه في جباليا مع بدء العد التنازلي للانتخابات الأميركية.

ودمر جيش الاحتلال كثيرا من معالم ومبان بمخيم جباليا، عبر تفخيخ ونسف بعض المباني المرتفعة، وتدمير البعض الآخر بقصف جوي.

وأطبق الجيش الإسرائيلي حصاره على جباليا، وحاول منع الأهالي من النزوح إلى مدينة غزة المجاورة، وأمرهم بالنزوح فقط إلى جنوب القطاع، في حين حذرت وزارة الداخلية في غزة المواطنين من الاستجابة لدعوات جيش الاحتلال بـ”إخلاء مساكنهم”.

تطورات لبنان

وعلى الجبهة الشمالية، قال حنا إن أهم تحركات الجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية تتمثل بالفرقة 210 باتجاه مزارع شبعا في محاولة منها لفصل البقاع عن جنوب نهر الليطاني.

وانضمت الفرقة العسكرية الإسرائيلية 210 مؤخرا إلى 4 فرق أخرى تشارك في عمليات التوغل البري جنوبي لبنان، وهي 98 و91 و36 و146.

وبيّن حنا، وهو عميد متقاعد من الجيش اللبناني، أن الجيش الإسرائيلي يريد تطويق عيتا الشعب لعزلها، مبديا استغرابه بشأن هدوء محور مارون الراس وعيترون ويارون رغم أهميته.

وخلص الخبير العسكري إلى أن إسرائيل تريد السيطرة على النقاط العالية المرتفعة داخل الأراضي اللبنانية، والتي تطل على الداخل الإسرائيلي وتضرب مستوطناته بشكل مباشر.

وأضاف أن إسرائيل “تريد احتلال هذه المناطق وتدميرها وتهجير سكانها بدون الغرق في حرب الاستنزاف”، وذلك بهدف “فرض واقع جديد على حزب الله”.

ووسّعت إسرائيل -منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي- حربها على حزب الله لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت توغلا بريا في جنوبه.

ويرد حزب الله يوميا -عقب اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية وأهدافا في وسط إسرائيل.

شاركها.