قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي إن العملية التي نفذتها فصائل المقاومة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة تُعد عملية نوعية، وتكشف المأزق الذي يمر فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وفي وقت سابق اليوم الاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 3 عسكريين وإصابة 12 آخرين خلال معارك في مخيم جباليا، وقالت القناة 14 الإسرائيلية إن الجنود القتلى من لواء غفعاتي، وأضافت أن 10 مسلحين هاجموا قوة للجيش باستخدام صواريخ وأسلحة أوتوماتيكية أثناء خروجها في إجازة.
وفي تحليل للمشهد العسكري في قطاع غزة، يرى الفلاحي كذلك أن هذه العملية تؤكد قدرة المقاومة الفلسطينية على تنفيذ هجمات دقيقة ومدمرة ضد وحدات النخبة في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد وصفت الحدث في جباليا بأنه “صعب وغير عادي”، وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي يواجه مقاومة شرسة في ظل استمرار القصف المكثف والتدمير الواسع الذي يطال القطاع منذ الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأكد الفلاحي أن استهداف لواء غفعاتي -أحد ألوية النخبة الإسرائيلية- يمثل إنجازا مهما لفصائل المقاومة، وأوضح أن اللواء يضم وحدات متخصصة مثل الكتيبة 424 وكتيبة الاستطلاع 846، ويُعتبر من الفرق المدربة على مواجهة حرب العصابات.
وأشار الفلاحي إلى أن العملية جاءت نتيجة مراقبة دقيقة لتحركات الجيش الإسرائيلي، حيث استغل المقاومون لحظة خروج الجنود في إجازة ونفذوا هجوما مدبرا باستخدام قذيفة مضادة للدروع، تلاها إطلاق نار من مسافة قريبة.
وأكد أن هذا النوع من العمليات يتطلب تخطيطا دقيقا وقدرة عالية على تنفيذ الهجمات في ظروف معقدة.
حرب استنزاف
وأضاف أن المواجهات في جباليا، المستمرة منذ أكثر من شهرين، تُعد جزءا من حرب استنزاف تخوضها المقاومة ضد الاحتلال على الرغم من الحصار الخانق.
وأكد أن الجيش الإسرائيلي بات عاجزا عن تأمين قواته، حيث أصبحت المقاومة قادرة على اختراق دفاعاته واستهداف أهداف حساسة في عمق المناطق التي يسيطر عليها.
وعن تداعيات هذه العملية، أشار الفلاحي إلى أن الجيش الإسرائيلي قد يضطر إلى إعادة تقييم إستراتيجيته في غزة، نظرا للخسائر المتزايدة التي تكبدها في صفوف جنوده وألويته.
وأكد أن استمرار هذه الخسائر قد يدفع الجيش لاتخاذ قرارات انسحابية أو تقليص العمليات العسكرية في مناطق معينة.
ورغم ذلك، يرى الفلاحي أن حكومة بنيامين نتنياهو تصر على استمرار العمليات العسكرية لتحقيق أهدافها، رغم الكلفة البشرية والمادية المرتفعة.
ولفت إلى وجود أصوات داخل إسرائيل تُشكك في جدوى هذه العمليات، وتصفها بالعبثية نظرا لعدم تحقيقها نتائج تتناسب مع حجم الخسائر.