قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن حزب الله لا يقاتل في جنوب لبنان مثلما تفعل فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، خاصة مع الحديث عن استرداد الحزب منظومة القيادة والسيطرة.

وأوضح حنا في حديثه للجزيرة أن حزب الله لا يقاتل مثل حرب العصابات على غرار المقاومة في غزة، وإنما يقاتل وفق ما وصفه بـ”الدفاع المرن والدفاع التراجعي”.

ووفق الخبير العسكري، لا يمكن القول إن حزب الله استرد منظومة القيادة والسيطرة بعد سلسلة الاغتيالات التي تعرض لها كبار قادته، والحديث في الوقت نفسه عن حرب عصابات.

ويقاتل حزب الله -حسب حنا- ضمن سلسلة من القرى تكون مستقلة في الدفاع عن نفسها في حال تطويقها إسرائيليا.

وكشف الجيش الإسرائيلي مساء أمس الخميس عن مقتل 57 ضابطا وجنديا على جبهة لبنان منذ اندلاع المواجهة، بينهم 10 سقطوا في الـ24 ساعة الأخيرة.

وجاء الإعلان الإسرائيلي بعد يوم من إعلان حزب الله أنه أوقع 70 قتيلا إسرائيليا وأكثر من 600 جريح في صفوف ضباط وجنود الاحتلال.

وقال الحزب في بيان إن مقاتليه دمروا 28 دبابة ميركافا و4 جرافات عسكرية وآلية مدرعة وناقلة جند، فضلا عن إسقاط 4 مسيّرات.

إستراتيجية إسرائيل وحزب الله

ويعتمد الجيش الإسرائيلي- حسب الخبير العسكري- مبدأ “الردع العقابي والنكبوي”، إذ يكثف غاراته الجوية على بيروت وضاحيتها الجنوبية، إلى جانب البقاع ومختلف مناطق جنوب نهر الليطاني.

في المقابل، يعتمد حزب الله “الردع التراكمي” لكسب الوقت وإنزال أكبر قدر من الخسائر بالجيش الإسرائيلي من أجل فرض نفسه والذهاب إلى تسوية سياسية.

وتقاتل الفرقة الإسرائيلية المدرعة 36 في بلدة عيتا الشعب، وهي مركز الثقل الأساسي لخط القرى اللبنانية الأول وفق حنا، لذلك “يسعى الجيش الإسرائيلي لدخولها ثم الوصول إلى القوزح ودبل ورميش”.

وفي هذه الحالة يكون الجيش الإسرائيلي قد طوق هذه البلدات، وبات قادرا على التواصل مع قطاعاته العسكرية المختلفة في الشرق والغرب، كما قال حنا.

وتطرق حنا إلى محاولات الجيش الإسرائيلي الدخول من إصبع الجليل مثلما فعل سابقا عامي 1982 و2006، وقال إنه يريد الذهاب إلى كفر كلا وغيرها من البلدات للالتفاف على مقاتلي حزب الله والحصول على أفضلية ميدانية.

ويعتقد الخبير العسكري أن الجيش الإسرائيلي ليس قادرا على الوصول إلى نهر الليطاني، مضيفا أنه يريد ترسيخ مبدأ الردع العقابي.

ويمتد نهر الليطاني على طول 170 كيلومترا من منبعه شرقا إلى مصبه غربا، ويبعد نحو 30 كيلومترا عن الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

شاركها.