قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد منير شحادة إن تصعيد حزب الله اللبناني الأخير في استهدافه لمستعمرات جديدة شمالي الأراضي المحتلة، يحمل أبعادًا إستراتيجية تهدف إلى زيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية عبر زيادة أعداد النازحين، واصفا إياه بـ”العمل الذكي”.
وكانت إسرائيل اعترفت اليوم الاثنين بمقتل جندي برتبة رقيب متأثرا بجروح أصيب بها في سقوط مسيرة في بلدة “يعْرا”، فيما قال حزب الله إنه هاجم بأسراب من المسيرات الانقضاضية ثكنة “يَعْرا” وقاعدة “سانت جين”، في الجليل الغربي، مؤكدا إيقاع قتلى وجرحى بين الضباط والجنود الإسرائيليين.
وأوضح شحادة -في تحليل للمشهد العسكري- أن المقاومة عمدت إلى توسيع نطاق استهدافها للمستعمرات الإسرائيلية، وهو ما يمكن أن يزيد من أعداد النازحين الذين بلغوا 120 ألف شخص قبل هذه الاستهدافات الأخيرة.
واعتبر الخبير العسكري هذا التصعيد ذكيا ويُعتبر ورقة ضغط كبيرة على الحكومة الإسرائيلية التي تواجه تحديات منذ نحو 10 أشهر.
وأشار الخبير العسكري إلى أن حزب الله يتبع أسلوب التصعيد التدريجي، حيث يصعد يوما بعد يوم دون الإعلان عن نهاية الرد، مما يجعل إسرائيل في حالة استنفار دائم، لافتا إلى أن إسرائيل تتوقع ردًا من المقاومة على اغتيال القائد فؤاد شكر، وهو ما يجعلها في أعلى درجات الاستنفار.
حرب المسيّرات
وتحدث شحادة عن تزايد فعالية الطائرات المسيرة التي يستخدمها حزب الله في ضرب الأهداف العسكرية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن المقاومة اللبنانية أصبحت تمتلك سيطرة كاملة في حرب المسيرات، وهو ما يشكل معضلة كبيرة للجيش الإسرائيلي.
ويرى شحادة أن إعلان الاحتلال الإسرائيلي مقتل جندي إسرائيلي واحد في إحدى هذه الهجمات هو إعلان غير صحيح، مؤكدا أن الاحتلال اعتاد إنكار خسائره، كما توقع أن الخسائر الحقيقية أكثر من ذلك بكثير.
وأكد شحادة أن المقاومة تستغل سيطرتها في حرب المسيرات لتحقيق إصابات دقيقة في المراكز العسكرية الإسرائيلية، رغم حالة الاستنفار القصوى التي تعيشها إسرائيل، مضيفًا أنّ المقاومة تتجنب استهداف المدنيين، مركزة على الأهداف العسكرية
وحول تكثيف إسرائيل خرق جدار الصوت فوق الجنوب اللبناني، يرى شحادة أنها تسعى من ذلك لتحقيق هدفين، الأول هو شن حرب نفسية على بيئة المقاومة، والثاني جس نبض قدرات الدفاع الجوي للمقاومة.
ويؤكد الخبير العسكري على أن المقاومة اللبنانية تمتلك منظومة دفاع جوي متطورة، مشيرا في هذا السياق إلى إعلان إسرائيل تعرض طائرة إسرائيلية من طراز “إف-35” للخطر خلال مهمة لها في الفضاء اللبناني.