تزايد عدد النساء اللاتي يؤجلن أو يتخلين عن الزواج والإنجاب في السنوات الأخيرة لأسباب متنوعة، تشمل التركيز على المسيرة المهنية، الاستقلالية المالية، والتغيرات الاجتماعية والثقافية. مؤخرًا، شاركت نادية بيكار، خبيرة تجميل من جيل X، تجربتها الشخصية في سلسلة من مقاطع الفيديو على تطبيق TikTok حول قرارها بعدم تكوين أسرة وتأثير ذلك عليها في الوقت الحالي، مما أثار نقاشًا واسعًا حول الوحدة بعد الأربعين.

نادية بيكار، البالغة من العمر 53 عامًا، ومؤسسة علامة Bekar Beauty التجارية المعروفة بخبرتها في العناية بالبشرة، عبّرت عن شعورها بالفراغ والوحدة خلال فترة الأعياد، معترفة بأنها “نسيت أن تنجب أطفالاً”. وقد حصدت مقاطع الفيديو الخاصة بها تفاعلاً كبيراً من المستخدمين، خاصةً النساء اللاتي يشاركنها نفس التجربة أو يفهمن مشاعرها.

تحديات الحياة بدون أطفال: نظرة على الوحدة بعد الأربعين

أشارت بيكار إلى أنها لم تكن لديها رغبة قوية في الأمومة في السابق، لكنها مع تقدمها في العمر، بدأت تتساءل عما إذا كانت قد اتخذت القرار الصحيح. وقد اكتشفت أن الشعور بالوحدة مرتبط بشكل خاص بفترات الأعياد التي تتمحور حول التجمعات العائلية والاحتفال بالأطفال.

وبحسب بيكار، فإنها كانت مشغولة ببناء حياتها المهنية والشخصية، ولم تكن الأمومة ضمن أولوياتها. ومع ذلك، فقد أدركت لاحقًا أنها كانت تتوق إلى الدفء والحب والدعم الذي توفره الأسرة. وتحدثت عن زواجها المتأخر في الثلاثينيات من رجل كان يرغب في الأطفال، لكنها لم تتمكن من الحمل.

تأثير العلاقات السابقة

اعترفت بيكار بأن تجاربها العاطفية السابقة لعبت دورًا في تأخير قرارها بتكوين أسرة. وأكدت أنها لم تندم على قرارها، لكنها في بعض الأحيان تتساءل عما إذا كانت ستكون وحيدة تمامًا في المستقبل، خاصةً مع عدم وجود أطفال يعتنون بها. هذه المشاعر تعتبر شائعة بين العديد من النساء اللاتي يفضلن الاستقلالية والمسار الوظيفي.

في المقابل، العديد من التعليقات على مقاطع الفيديو الخاصة ببيكار أظهرت أن الشعور بالوحدة لا يقتصر على النساء اللاتي لم ينجبن أطفالاً، بل يمكن أن يشعر به الآباء والأمهات أيضًا، خاصةً خلال الأعياد التي غالبًا ما تكون مصحوبة بتوقعات عالية وضغوط اجتماعية. واعتبرت بعض التعليقات أن التركيز على الأسرة التقليدية قد يكون مبالغًا فيه، وأن هناك العديد من الطرق الأخرى لتحقيق السعادة والرضا في الحياة.

بالإضافة إلى ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن معدلات العزوبية المتأخرة والإنجاب تتزايد في العديد من البلدان العربية، مدفوعة بتغيرات مماثلة في القيم والأولويات. وتؤكد هذه الدراسات على أهمية توفير الدعم الاجتماعي والنفسي للنساء في جميع مراحل حياتهن، بغض النظر عن خياراتهن الشخصية. ويعتبر التخطيط للتقاعد جانبًا مهمًا بشكل خاص للنساء اللاتي لا يخططن للإنجاب، لضمان حصولهن على الأمن المالي والمعيشي في المستقبل.

وتشير التفاعلات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن موضوع الوحدة بعد الأربعين يلقى صدى واسعًا لدى العديد من النساء، مما يعكس الحاجة إلى مزيد من النقاش حول التحديات التي يواجهنها، وأهمية احترام خياراتهن الشخصية. كما تسلط الضوء على أهمية بناء شبكات دعم اجتماعي قوية، وتعزيز الشعور بالانتماء والهدف في الحياة.

من المتوقع أن يستمر هذا النقاش حول خيارات الحياة المختلفة وتأثيرها على الصحة النفسية والاجتماعية للمرأة. وستظل الحكومات والمنظمات غير الحكومية بحاجة إلى تطوير برامج وسياسات تضمن حصول جميع النساء على الدعم اللازم لتحقيق حياة سعيدة ومُرضية، بغض النظر عن مسارهن الشخصي. من بين الأمور التي تستحق المتابعة هو تأثير التغيرات الديموغرافية على هياكل الدعم الاجتماعي، وكيف يمكن الاستعداد للتحديات المستقبلية.

شاركها.