قال خبيران عسكريان إن منشأة “عماد 5” التي عرضها حزب الله ذات قيمة إستراتيجية، واعتبرا الكشف عنها في هذا التوقيت يحمل دلالات ورسائل عسكرية مهمة.

وأوضح الخبير العسكري العميد إلياس حنا -في حديثه للجزيرة- أن هذه المنشأة تأتي في سياق الكشف عن منشآت سابقة مثل “عماد 4″، مبينا أن هذه المنشأة قادرة على استيعاب عدد كبير من الجنود والصواريخ البعيدة المدى ذات القيمة الإستراتيجية.

وأضاف حنا، وهو عميد لبناني متقاعد، أن الصواريخ البعيدة المدى “تطلق من تحت الأرض من مكان ما، ومن ثم يتوارى المقاتلون (بعيدا) عن الأنظار بعد الإطلاق”، مثلما حدث في حرب لبنان الثانية صيف 2006.

ونشر الإعلام الحربي لحزب الله اللبناني، مساء اليوم الأحد، مقطعا مصورا يظهر منشأة لإطلاق الصواريخ تحمل اسم “عماد 5″، وذلك بعد شهرين ونصف الشهر من بث مشاهد منشأة “عماد 4”.

وتضمنت اللقطات راجمات صواريخ وتجهيزات داخل منشأة عسكرية تحت الأرض، في إطار الاستعداد لإطلاقها صوب أهداف إسرائيلية.

وتوقع حنا أن يكون تصوير منشأة “عماد 5”  قد تم بعد اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، في رسالة مفادها بأن “لا شيء تغير”، خاصة مع العنوان الذي صاحب الفيديو “لن نترك الساح.. لن نسقط السلاح”.

ورجح أن منشآت عسكرية ذات قيمة إستراتيجية مثل هذه “لن تكون على الخطوط الأمامية”، متوقعا أن تكون بعيدة بالحد الأدنى عن الحدود بين 20 إلى 25 كيلومترا، وذلك حسب نوعية السلاح الموجود داخلها.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال، الثلاثاء الماضي، إن حزب الله لم يعد يحتفظ إلا بنحو 20% فقط من القدرة الصاروخية والقذائف التي كانت لديه قبل الحرب.

وأكد الخبير العسكري أن الهدف من هذه الصواريخ هو قصف العمق الإسرائيلي، حيث يكون الصاروخ كبيرا وذا رأس حربي ثقيل، مبينا أن الصواريخ “النوعية” التي يتحدث عنها حزب الله يقصد بها “الدقة، والمدى، وحجم الرأس الحربي”.

وقال إن هذه المنشآت تحت الأرض في جنوب لبنان مختلفة كليا عن أنفاق قطاع غزة، حيث طبيعة الأرض في القطاع الساحلي رملية ويتم تحصينها بالإسمنت المسلح.

وبيّن أن الطبوغرافيا والجيولوجيا مختلفة في لبنان، لذلك فإن “طبيعة الأرض والسلاح تكون مختلفة”، وبناء عليه فإن حجم هذه المنشآت “يكون كبيرا لخزن اللوجستيات، وتحريك الصواريخ وإخفائها، وخداع المسيّرات الإسرائيلية في عملية الإطلاق”.

في السياق ذاته، يعتقد الخبير العسكري العميد حسن جوني أن حزب الله أراد التأكيد أن “البنى التحتية الدفاعية للمقاومة ما زالت بخير”.

ويكشف فيديو “عماد 5” عن شبكة أنفاق واسعة وبأعماق كبيرة “تسهل فيها الحركة، وتتضمن منصة إطلاق صواريخ إستراتيجية”، وفق حديث جوني للجزيرة.

ويبين جوني، وهو عميد لبناني متقاعد، أن هذه المنشأة “لا يوجد لها فوق سطح الأرض سوى فتحة مموهة لإطلاق الصواريخ، وبذلك يمكن إطلاقها من دون أي شبهات”.

وخلص إلى أن إمكانية إطلاق الصواريخ لدى حزب الله مستمرة، “وهو ما يشكل تحديا للقوات الجوية الإسرائيلية للبحث فوق كامل السطح اللبناني عن هذه الفتحات الضيقة والصغيرة والمتعددة”.

يذكر أن حزب الله نشر، في 16 أغسطس/آب الماضي، مقطعا مصورا بعنوان “جبالنا خزائننا” يظهر منشأة “عماد 4” لإطلاق الصواريخ، ووصفها خبراء عسكريون بأنها منشأة إستراتيجية.

شاركها.