قال خبيران عسكريان إن نتائج المعركة البرية في ساعاتها الأولى مبشرة لحزب الله في مواجهة الجيش الإسرائيلي بالجنوب اللبناني، ورأى أحدهما أن الحزب يعتمد إستراتيجية “الردع التراكمي مع الوقت”.
وقال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن “الجيش الإسرائيلي حشد 9 ألوية بما يوازي 3 فرق عسكرية من بينها الفرقتان 98 و36″، في حين أعد حزب الله “خطة دفاعية بما يتلاءم مع جغرافية الأرض”.
وأضاف الدويري، وهو لواء أردني متقاعد، أن حزب الله “سيدافع بما ينسجم وطبيعة الأرض وقراءته لخطة العدو” ولفت إلى أن القتال يتفاوت بين المسافة صفر وما أبعد من ذلك.
ورأى أن حزب الله كان موفقا في “احتلال العقد القتالية للتأثير على أي عملية دخول إسرائيلية”، كما أشاد بتوظيف الأسلحة المناسبة كالقصف الصاروخي والصواريخ المضادة للدروع وغيرها.
وأكد أن الخسائر التي تعرض لها الجيش الإسرائيلي “تعكس المهارة القتالية لمقاتلي حزب الله، وتؤشر إلى معارك ضارية، وخسائر تراكمية كبيرة”، كما أنها رسالة مفادها أن “الدخول لجنوب لبنان لن يكون نزهة”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي -في وقت سابق اليوم- مقتل 8 عسكريين بينهم 3 ضباط وإصابة 7 بجروح خطرة بينهم ضابط في معارك جنوبي لبنان.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن “عناصر من حزب الله أطلقوا أعيرة نارية وصواريخ مضادة للدروع وفجروا عبوات ناسفة في الجنود”، في حين أعلن حزب الله تدمير 3 دبابات إسرائيلية من نوع ميركافا بصواريخ موجهة أثناء تقدمها إلى بلدة مارون الراس جنوبي لبنان.
واستبعد الدويري أن تؤثر الخسائر البشرية التي مني بها الجيش الإسرائيلي على القتال بجنوب لبنان، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال لم يوقف القتال في قطاع غزة رغم استهداف أكثر من 1700 آلية عسكرية هناك.
وخلص إلى أن “حزب الله لديه موروث زمني منذ 18 عاما، وأعد بنك معلومات محدث عكس الاستعداد والقدرة الاستخبارية”.
ويعتقد الخبير العسكري إلياس حنا أن عناصر من قوة الرضوان من حزب الله هي التي استهدفت وحدة إيغوز من الفرقة 98، وهي قوة مهمتها “الدخول لحرب العصابات وجمع المعلومات الأساسية”.
وقال حنا وهو عميد متقاعد بالجيش اللبناني، إن “حزب الله يعتمد الردع التراكمي مع الوقت لردع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”.
ورأى أن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، أمس الثلاثاء، أعاد نتنياهو إلى الواقع بعد سلسلة التفجيرات والاغتيالات الأخيرة في لبنان، واصفا ما حدث بأنه مسار إقليمي متكرر بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل في أبريل/نيسان الماضي.
وأضاف أن نتنياهو لم يغير أهدافه الإستراتيجية في غزة ولبنان، لافتا إلى طلب إسرائيل ابتعاد اللبنانيين عن مناطق مختلفة في البلاد من بينها الضاحية الجنوبية ببيروت.
وتريد إسرائيل “تفجير لبنان عبر استهداف حزب الله وبنيته التحتية والشعبية”، وفق الخبير العسكري.