قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الاستماع لآيات القرآن والتأثر بها هبة إلهية عظيمة، لا ينالها العبد إلا إذا اختاره الله وفتح له هذا الباب.
وأوضح خلال برنامج “لعلهم يفقهون“ المذاع على قناة dmc، اليوم الثلاثاء، أن الله تعالى خاطب سيدنا موسى عليه السلام بقوله: «وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى»، مبينًا أن الاختيار الإلهي كان شرطًا لسماع الوحي، وهو ما ينطبق على من يرزقه الله نعمة الإصغاء لكتاب الله بصدق وتأمل.
وأضاف الجندي أن من يجد قلبه معرضًا عن سماع القرآن أو فاقدًا للرغبة في تدبر معانيه، فذلك مؤشر على أن الله لم يمنحه هذه النعمة بعد، وربما يكون ابتلاءً يذكّره بضرورة التوبة والرجوع إلى الله.
وأشار إلى أن العجز عن تحمل سماع كلمة من كتاب الله أو التدبر في آية يستوجب مراجعة النفس وتنقية القلب من الذنوب والوساوس، مشددًا على أن الاقتراب من القرآن يتطلب طهارة روحية ونقاء داخلي.
وختم بقوله: “اغتسل بقلبك قبل أن تقترب من معبد القرآن، وتطهّر بعقلك وروحك، وتخلص من ذنبك، واسعَ أن يعينك الله على التغيير لتكون أهلًا لهذه النعمة”.
وفي حلقة سابقة قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن من الأمور التي أسعدته مؤخرًا هو الحديث الذي دار في إحدى حلقاته عن قول الله تعالى: “واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن”، مشيرًا إلى أن تفسير كلمة “واضربوهن” أثار جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضح الجندي، أن كلمة “الضرب” لا تعني الإيذاء الجسدي كما يظن البعض، وإنما تحمل معاني متعددة في اللغة العربية، قائلاً: “الضرب في القرآن له نحو 14 معنى، وليس من بينها بالضرورة العنف الجسدي، بل قد يشير إلى الابتعاد أو المفارقة، كما في قوله تعالى: فاضرب لهم طريقًا في البحر يبسًا أي شقّ طريقًا”.
وأكد الشيخ خالد الجندي أن هذا التفسير قوبل بهجوم شديد من أصحاب الفهم التقليدي، مضيفًا: “بعض الأشخاص من أنصار العقلية العنيفة، والذين يضربون زوجاتهم، انفجروا على مواقع التواصل بالهجوم والسباب، بدلًا من مناقشة الموضوع بالحجة”.
وشدد الشيخ خالد الجندي على أنه لا يوجد في الإسلام ما يُسمى بضرب الزوجة، واصفًا ذلك بـ”التخلف العقلي”، ساخرًا من بعض التبريرات المتداولة: “يقول لك اضربها بالسواك! طوله كام ده؟ سواك إيه اللي هيضرب بيه؟! حتى اللي بيقول يضرب ضربًا غير مبرح، الكلام كله خارج عن السياق الحقيقي”.