توفي 14 شابًا مصريًا في حادث مأساوي قبالة السواحل اليونانية أثناء محاولة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، مما أثار موجة من الحزن والغضب في مصر. وتتابع وزارة الخارجية المصرية الحادث بشكل حثيث، بالتنسيق مع السلطات اليونانية، لتحديد هوية الضحايا وإعادة جثامينهم إلى الوطن. وتُعد الهجرة غير الشرعية تحديًا كبيرًا يواجه الشباب المصري، حيث يسعى البعض إلى فرص أفضل في الحياة بالخارج بطرق غير قانونية.
وقع الحادث قبالة جزيرة كريت، وفقًا لما أعلنت السلطات اليونانية. وتلقت السفارة المصرية في أثينا بلاغات عن الوفاة، وبدأت على الفور في التواصل مع أسر الضحايا لتقديم الدعم والمساعدة في إجراءات نقل الجثامين. وتؤكد التقارير الأولية أن الضحايا كانوا على متن قارب مكتظ بالركاب، تعرض للغرق بسبب سوء الأحوال الجوية أو عطل فني.
تزايد خطر الهجرة غير الشرعية
أعرب مسؤولون مصريون عن أسفهم العميق للحادث، وحذروا من مخاطر اللجوء إلى الهجرة غير الشرعية. وأكدوا أن الدولة تبذل جهودًا كبيرة لمكافحة شبكات تهريب البشر، وتوفير فرص عمل للشباب داخل مصر. ومع ذلك، يظل الإقبال على الهجرة غير الشرعية مرتفعًا، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وتوقعات الحصول على حياة أفضل في أوروبا.
جهود وزارة الخارجية
أعلنت وزارة الخارجية المصرية أنها تعمل على مدار الساعة لتقديم المساعدة للقضية. وقد تم تشكيل فريق عمل متخصص لمتابعة التحقيقات الجارية مع السلطات اليونانية، وتحديد ملابسات الحادث. بالإضافة إلى ذلك، تقوم الوزارة بتوفير الدعم النفسي والقانوني لأسر الضحايا.
دور عصابات التهريب
تُلقي السلطات المصرية باللوم على عصابات التهريب التي تستغل يأس الشباب وتبيعهم أوهام السفر الآمن إلى أوروبا. وتُقدر المبالغ المالية التي يطلبها هؤلاء المهربون بمئات الآلاف من الجنيهات المصرية، دون أي ضمان للوصول إلى الوجهة المطلوبة. وتُعد هذه العصابات خطرًا حقيقيًا على حياة الشباب، حيث تعرضهم لظروف قاسية ومخاطر جسيمة.
وتشير التقديرات إلى أن آلاف الشباب المصري يحاولون الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا سنويًا، عبر دول مجاورة مثل ليبيا والجزائر. وتواجه هذه المحاولات تحديات كبيرة، بما في ذلك صعوبة الحصول على تأشيرات سفر، وارتفاع تكاليف التهريب، والمخاطر الأمنية في الدول التي يتم العبور من خلالها. وتعتبر أزمة الهجرة من القضايا المعقدة التي تتطلب تعاونًا دوليًا.
وفي سياق متصل، صرح الإعلامي خالد أبو بكر بأن مصر لم تعد تشهد انطلاق مراكب للهجرة غير الشرعية من سواحلها، لكن المشكلة تكمن في الشباب الذين يسافرون إلى دول أخرى ثم يحاولون الهجرة من هناك. وأضاف أن هذه العصابات تستغل ضعف الأوضاع الاقتصادية وتوفر وعودًا كاذبة.
تتزايد الدعوات في مصر إلى ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وتوفير فرص عمل أفضل للشباب. كما يرى البعض أن هناك حاجة إلى حملات توعية مكثفة لتثقيف الشباب بمخاطر الهجرة غير الشرعية، وتشجيعهم على البحث عن فرص عمل داخل مصر. وتعتبر فرص العمل من أهم العوامل التي تدفع الشباب إلى الهجرة.
من المتوقع أن تستمر التحقيقات في الحادث، وأن يتم الكشف عن المزيد من التفاصيل حول ملابساته والجهات المسؤولة عنه. وتراقب وزارة الخارجية المصرية عن كثب سير التحقيقات، وتؤكد على حق أسر الضحايا في الحصول على العدالة. كما ستواصل الوزارة جهودها لتوفير الدعم والمساعدة لأسر الضحايا، وتسهيل إجراءات نقل الجثامين إلى الوطن. وتظل قضية الشباب المصري و مستقبلهم من أهم الأولويات.






