شهد جبل حراء، أحد أبرز المعالم التاريخية والدينية في مكة المكرمة، إقبالاً متزايداً من الزوار الراغبين في استكشاف مساره الجبلي الجديد والمُهيأ. يتيح هذا المسار، الذي أطلقه حي حراء الثقافي، للزوار الوصول إلى قمة الجبل بأمان أكبر وراحة، مع الاستمتاع بمناظر طبيعية أخاذة وإطلالات بانورامية على مدينة مكة. ويهدف المشروع إلى تحسين تجربة الزيارة إلى جبل حراء وتسهيل الوصول إلى هذا الموقع المقدس للجميع.
انطلاقاً من حرص المملكة العربية السعودية على تطوير المواقع الدينية والتاريخية، بدأ العمل على تهيئة مسار جبل حراء في وقت سابق من العام الحالي، وتم افتتاحه للزوار مؤخراً. يقع الجبل في منطقة حراء، على بعد حوالي 11 كيلومترًا من المسجد الحرام، ويشتهر بأنه المكان الذي تلقى فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم أولى آيات القرآن الكريم. ويشكل هذا المسار جزءاً من جهود أوسع لتعزيز السياحة الثقافية والدينية في مكة المكرمة.
تطوير مسار صعود جبل حراء: رؤية جديدة لتجربة الزائر
يعتبر تطوير مسار صعود جبل حراء خطوة مهمة نحو تسهيل الوصول إلى هذا المعلم الديني والتاريخي للزوار من مختلف القدرات. فقد كان الصعود سابقاً يشكل تحدياً كبيراً بسبب طبيعة التضاريس الوعرة والانحدارات الحادة. ومع ذلك، فقد تم الآن تجهيز المسار بشكل يراعي معايير السلامة والأمان، من خلال إنشاء مسارات مُعبّدة، وتركيب حواجز واقية، وتوفير إضاءة مناسبة.
ميزات المسار الجديد
يتميز المسار الجديد بعدة جوانب أساسية، منها:
• المسار الممهد: يسهل حركة الزوار ويقلل من خطر الانزلاق والسقوط.
• الحواجز الواقية: تضمن سلامة الزوار، خاصةً في المناطق المنحدرة.
• الإضاءة: توفر رؤية واضحة خلال ساعات الليل وتزيد من الأمان.
• اللوحات الإرشادية: تساعد الزوار على التعرف على المسار وتحديد المواقع المهمة.
• مناطق الراحة: توفر أماكن للجلوس والاستراحة وتجديد الطاقة.
بالإضافة إلى ذلك، يوفر حي حراء الثقافي خدمات تنظيمية للزوار، بما في ذلك توفير المعلومات والتوجيهات، وتقديم المساعدة الطبية الطارئة. وقد أعرب العديد من الزوار عن تقديرهم لهذه الجهود، مؤكدين أنها ساهمت في جعل رحلتهم أكثر سهولة وثراءً.
وقد أشار مسؤولون في هيئة السياحة إلى أن هذا المشروع يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الوطني وتعزيز قطاع السياحة. ومن المتوقع أن يجذب تطوير جبل حراء المزيد من الزوار والمعتمرين إلى مكة المكرمة، مما سيساهم في دعم الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل جديدة. كما أن المشروع يعزز من مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية رائدة.
لا يقتصر تأثير هذا المشروع على الجانب السياحي فحسب، بل يمتد ليشمل الجانب الثقافي والتاريخي. فمن خلال تسهيل الوصول إلى جبل حراء، يتم إتاحة الفرصة للزوار للتعرف على تاريخ هذا المكان المقدس وأهميته الدينية. وهذا بدوره يعزز من الوعي الثقافي والتراثي لدى الزوار ويساهم في الحفاظ على هذا المعلم التاريخي للأجيال القادمة.
في المقابل، شهدت الطرق المؤدية إلى جبل حراء تحسينات في البنية التحتية، بما في ذلك توسعة الطرق وتوفير مواقف للسيارات، وذلك لاستيعاب الزيادة المتوقعة في أعداد الزوار. وقد أدت هذه التحسينات إلى خفّض الازدحام المروري وتسهيل حركة المرور في المنطقة. وتعمل الجهات المختصة بشكل مستمر على مراقبة الوضع المروري واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلاسة تدفق حركة الزوار.
السياحة الدينية في مكة المكرمة، وتحديداً زيارة الأماكن التاريخية مثل جبل حراء، تلعب دوراً محورياً في الاقتصاد المحلي. ومع زيادة الإقبال، تبرز أهمية تطوير المعالم السياحية لضمان تجربة آمنة ومريحة للزوار. تطوير المناطق المحيطة بالجبل، بما في ذلك توفير الخدمات اللوجستية والمرافق، هو أيضاً جزء أساسي من هذه الجهود.
تشير التقارير إلى أن الجهات المعنية تدرس حالياً إمكانية إضافة المزيد من الخدمات والمرافق إلى حي حراء الثقافي، مثل إنشاء متحف للقرآن الكريم وتطوير مركز ثقافي يعرض تاريخ وحضارة المنطقة. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن تفاصيل هذه المشاريع في القريب العاجل. يبقى تقييم الأثر الفعلي للمسار الجديد على أعداد الزوار وسلامة الوصول يتطلب المزيد من الوقت والمراقبة المستمرة.






