احصل على ملخص المحرر مجانًا

في عام 2022، كان هناك نحو 4500 بنك مؤمن عليه، وفقاً لمؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية الأميركية. وفي منتصف تسعينيات القرن العشرين، كان عدد البنوك المؤمنة نحو 10 آلاف بنك. واعتماداً على وجهة نظرك، فإن عملية التوحيد هذه إما أن تكون بداية جيدة أو كابوساً لابد من وقفه.

في يوم الثلاثاء الماضي، سحبت وزارة العدل الأميركية إرشاداتها الخاصة بدمج البنوك التي وضعتها عام 1995، والتي ركزت إلى حد كبير على تركيز الودائع أو الفروع كسبب لمنع عمليات الدمج. وسوف تعني الإرشادات الجديدة تدقيقاً أكثر صرامة، وهي جزء من نهج تنظيمي أميركي عام للتفكير بشكل أكثر توسعاً في كيفية إلحاق عمليات الدمج والاستحواذ الضرر بمجموعة واسعة من أصحاب المصلحة في الشركات.

ومع ذلك، إذا تحدثنا إلى جيمي ديمون وأصدقائه، فسوف يشيرون إلى أن العمل المصرفي هو لعبة كلاسيكية حيث تتعزز الاستقرار والأمان، ونعم، العائدات على حقوق الملكية، من خلال وجود عدد أقل من المؤسسات.

لقد كان من الصعب للغاية تنفيذ عمليات الدمج والاستحواذ بين البنوك منذ الأزمة المالية ــ بل ومن المستحيل تقريبا بالنسبة للبنوك الكبرى التي تتجاوز أصولها 100 مليار دولار. (ومن عجيب المفارقات أن معايير مراجعة الصفقات تميل إلى التبخر عندما تكون البنوك في طور الإفلاس وتحتاج إلى مشتر، أي مشتر. ولنتذكر هنا بنك جي بي مورجان تشيس الذي تولى إدارة بنك فيرست ريبابليك المحاصر في عام 2023).

وتقول وزارة العدل إن الجهات التنظيمية يجب أن تأخذ في الاعتبار التأثير التنافسي على أسواق المنتجات المصرفية وشرائح العملاء، فضلاً عن كيفية تقديم خدمات أفضل للمجتمعات بعد الاندماج.

يزعم المنتقدون أن السوق المجزأة بشكل مفرط تعني أن المقرضين ذوي الحجم الصغير غالباً ما يتعرضون للتقويض بسبب عدم كفاية رأس المال، مما يؤدي إلى حالات ذعر وأزمات مصرفية أوسع نطاقاً. وعلى هذا فإن الطريقة الأفضل لضمان بقاء الائتمان متاحاً على نطاق واسع قد تتمثل في التركيز على شكل نسب رأس المال للبنوك المندمجة.

إن البنوك النموذجية لا تحقق عائداً على الأصول يتجاوز 1%، في حين تكتفي المؤسسات بتغطية تكاليف حقوق الملكية من خلال الاستدانة فقط. أما تكاليف الامتثال والتسويق وخدمة العملاء، ناهيك عن الخسائر الطفيفة على القروض، فهي تكاليف حادة بالنسبة للمؤسسات الأصغر حجماً. وعندما يزعم المسؤولون التنفيذيون في البنوك ضرورة توحيد الأعمال، فإن الأمر لا يتعلق بالسعي إلى تحقيق الريع الاحتكاري بقدر ما يتعلق بالبقاء.

وعلى مدى الثلاثين عاما الماضية، تغيرت أيضا التمويل الاستهلاكي. فالكثير من شركات الرهن العقاري وبطاقات الائتمان والقروض الشخصية أصبحت الآن “بنوك ظل” لا تقبل الودائع الرسمية. وعلى نحو مماثل، تستخدم شركات التكنولوجيا المالية الناشئة التكنولوجيا لتجنب إنشاء فروع لها.

وإذا أضفنا إلى هذا انتشار مديري الأصول الذين يتجهون إلى الإقراض للشركات، فإن القطاع المصرفي التقليدي يبدو أكثر تنافساً من أي وقت مضى. والمهمة الأصعب التي تواجه الجهات التنظيمية، والأكثر أهمية، تتلخص في فهم الكيفية التي يمكن بها دمج كل هذه الأشكال من الوساطة المالية معاً لصالح العملاء.

سوجيت.إنداب@ft.com

شاركها.