بعد أسبوع من اندلاع احتجاجات حركة “جيل زد 212″، أبدت حكومة المغرب استعدادها لـ”حوار عاجل” مع ممثلي الشباب.

قال رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الذي يواجه دعوات من المحتجين لإقالته، خلال اجتماع وزاري في العاصمة الرباط، إن الحكومة “مستعدة للحوار والنقاش من داخل المؤسسات والفضاءات العامة”.

بدوره، قال الناطق الرسمي باسم حكومة المغرب، مصطفى بايتاس لـ”الشرق”، إن الحكومة مستعدة للجلوس إلى طاولة الحوار مع ممثلي الشباب للاستماع إلى مقترحاتهم وتحديد الإصلاحات الاجتماعية ذات الأولوية”، معتبراً أنها “تفاعلت بشكل سريع وإيجابي مع المطالب الاجتماعية”.

محاربة الفساد وإعطاء الأولوية للصحة والتعليم

أطلقت حركة “جيل زد 212” دعوات الاحتجاج السلمي في 27 سبتمبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ودعت الحركة إلى محاربة الفساد وتنفيذ إصلاحات عاجلة في قطاعي التعليم والصحة، فيما يواصل المتظاهرون تحركاتهم في مدن عدة للمطالبة بإعطاء الأولوية لهذين القطاعين على حساب الاستثمارات الرياضية المقبلة، مثل كأس أفريقيا 2026، وكأس العالم 2030 بالمشاركة مع إسبانيا والبرتغال.

المغرب يضخ 4.2 مليار دولار لتأهيل مطارات رئيسية قبل كأس العالم 2030

وفي يوم الخميس، بعد أيام من الصمت، أعلنت الحكومة المغربية “تجاوبها مع المطالب المجتمعية”.

“حوار عاجل وفوري”

الناطق باسم الحكومة المغربية، اعتبر أن المطالب التي عبر عنها المحتجون تدخل في إطار “الطموح المشترك لجميع المغاربة”، موضحاً أن الحكومة عبرت عن استعدادها لـ”فتح حوار عاجل وفوري مع هؤلاء الشباب”.

وأضاف في مقابلة مع “الشرق”، أن الحكومة تتقاسم مع المحتجين نفس الطموح لإصلاح قطاع الصحة العامة، معتبراً أن “المجهودات المبذولة تحتاج إلى دفعة أكبر”. وتابع: “نحن مستعدون للإنصات وللانخراط في حوار يفضي إلى إصلاحات ملموسة تخدم المواطنين”.

4 أسباب وراء ارتفاع البطالة في المغرب إلى أعلى مستوى في ربع قرن

من جهته، دعا سعيد أقداد، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية المعارض، الحكومة، إلى “تقديم استقالتها”، بسبب ما وصفه بـ”الفشل في الاستجابة لتطلعات الشباب، خاصة في قطاعات الصحة والتعليم والتشغيل”.

مطالب مشروعة

اعتبر أقداد أن مطالب المحتجين “معقولة ومشروعة”، ودعا الحكومة إلى “تحمل مسؤوليتها السياسية والاستقالة بعدما فشلت في الوفاء بوعودها الانتخابية”.

وانتقد القيادي المعارض ما وصفه بـ”السياسة الليبرالية المتوحشة للحكومة”، معتبراً أن الوعود الحكومية، وعلى رأسها توفير مليون فرصة عمل “لم تتحقق”، فيما تشهد البلاد ارتفاعاً في معدلات البطالة.

بدأت شرارة الاحتجاجات من أغادير، عندما لقيت 8 نساء حوامل مصرعهن في أقل من شهر، خلال تلقيهن الرعاية الصحية في مستشفى حكومي، لتمتد الاحتجاجات إلى عدد من مدن المغرب، مطالبة بتحسين خدمات الصحة والتعليم ومحاربة الفساد.

رغم الدعوات إلى التظاهر سلمياً، شهدت بعض المدن المغربية أعمال عنف ومواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن، من بينها وجدة، والقنيطرة، وإنزكان، فيما شهدت القليعة قرب أغادير، حادث إطلاق نار خلال محاولة عدد من الأفراد اقتحام مركز للدرك الملكي، ما أودى بحياة 3 أشخاص. ولكن حركة “جيل زد” تبرأت من هذه الأحداث ونددت بها.

شاركها.