تلقت دار الإفتاء المصرية سؤال يستفسر فيه صاحبه عن حكم توزيع حلوى المولد النبوي الشريف على الفقراء والمحتاجين، وهل يمكن اعتبار قيمتها من أموال الزكاة.
وأجابت الإفتاء عن السؤال قائلة ان توزيع حلوى المولد على الفقراء لا يجوز أن يكون من أموال الزكاة؛ لأن الفقير قد يحتاج إلى المال بشكل أساسي، بينما الحلوى لا تفي بذلك الحاجة.
ولفات الى أن تهادي حلوى المولد النبوي الشريف بين الناس يعد سنة حسنة، فالتهنئة والتهادي أمر مستحب في ذاته؛ لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: “تهادوا تحابوا” (موطأ مالك).
ونوهت أنه لا يوجد دليل يمنع من القيام بهذه العادة في أي وقت، بل إذا كانت تهدف إلى مقاصد صالحة كإدخال السرور على الأهل أو صلة الأرحام، فإنها تصبح مستحبة ومندوبة.
واوضحت أن تعبير الناس عن فرحتهم بمولد النبي صلى الله عليه وسلم بشراء الحلوى والتهادي بها أمر جائز شرعًا، مشيرة إلى أنه ثبت في الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب الحلواء والعسل، كما رواه البخاري وأصحاب السنن.
لماذا نأكل الحلوى في المولد النبوي؟
قال الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، ردًا على سؤال من الطفل فارس، 8 سنوات، من محافظة أسوان، الذي تساءل: “هو احنا ليه علشان نحتفل بالمولد النبوي بناكل حاجة حلوة؟”، إن السؤال جميل ويُظهر وعيًا واهتمامًا طيبًا من الطفل في هذا التوقيت الذي يحتفل فيه الجميع بميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
لماذا نأكل الحلوى في المولد النبوي؟
وأضاف الشيخ محمد كمال، خلال فتوى له، اليوم الخميس: “أنا بحيي الطفل فارس على سؤاله، وبقول له إن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كان بيحب الحاجة الحلوة، وإحنا بنحب اللي كان بيحبه سيدنا النبي، وبنقتدي به، علشان كده بناكل الحلوى في يوم مولده عليه الصلاة والسلام”.
وأكد أن الاحتفال بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، والفرح به، وشراء الحلوى في هذه المناسبة، كلها أمور جائزة ولا حرج فيها، بل إن كثيرًا من العلماء ألفوا في ذلك مؤلفات، مثل الحافظ ابن الجزري، والحافظ العراقي، والحافظ ابن حجر العسقلاني، والحافظ ابن حجر الهيتمي، والإمام ابن كثير، وكلهم ذكروا أدلة على جواز الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم.
وقال: “افرحوا بميلاد سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، لأن من فرح بالنبي، فرح به النبي صلى الله عليه وسلم”.