تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا من أحد المصلين حول هيئة وضع اليدين أثناء القيام في الصلاة، قال فيه:
“كنت أرسل يدي في الصلاة، وبعد انتهائي قال لي أحد المصلين: لماذا لا تضع يدك اليمنى على اليسرى؟ فقلت له إنني أصلي على هذه الهيئة منذ أن بدأت الصلاة، فرد علي بأنها مخالفة للسنة، فهل هذا صحيح؟ وهل صلاتي صحيحة؟”.
في رده على هذا السؤال، أوضح الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، الرأي الشرعي الصريح، مؤكدا أنه لا حرج شرعا في إرسال اليدين أثناء الصلاة، وأن هذا الفعل من السنة، وهو من آخر ما كان عليه رسول الله ﷺ في العمل.
وأضاف فضيلة المفتي في تصريحات مسجلة له أن هذا القول هو ما عليه أهل المدينة، وهو المعتمد عند المالكية ومن وافقهم، نافيا صحة الادعاء بأن إرسال اليدين مخالف للسنة، ومشددا على أنه رأي معتبر داخل المذاهب الإسلامية.
وأكد علام أنه يجب على المسلمين عدم تحويل المسائل الخلافية إلى أسباب للفرقة والنزاع، لافتا إلى أن الأصل الشرعي المستقر هو:
“إنما ينكر المتفق عليه، ولا ينكر المختلف فيه”، مما يعني أن الاختلاف في هذه الهيئة لا يستدعي إنكارا أو تعنيفا.
واختتم المفتي السابق بالتأكيد على ضرورة ترك الناس على سجاياهم، فمن شاء أن يقبض يده في الصلاة فله ذلك، ومن شاء أن يرسلها فله ذلك أيضا، موضحا أن كلا الفعلين صواب، ولا تبطل الصلاة بأي منهما.
الفرق بين صلاة الشروق وصلاة الضحى
ورد أن صلاة الضحى هي نفسها صلاة الشروق، ولكنها تسمى صلاة الشروق إن صليت بعد شروق الشمس وارتفاعها قدر رمح، وتسمى صلاة الضحى إن كانت بعد ذلك الوقت، وتسمى أيضا: صلاة الأوابين، وهي صلاة تؤدى بعد ارتفاع الشمس قيد رمح، وقيل بعد مضي ربع النهار.
وصلاة الضحى أحد أنواع صلاة النفل، وحكمها أنها سنة مؤكدة عند الجمهور، خلافا للقول بأنها مندوبة في مذهب أبي حنيفة، وأقلها ركعتان، وأوسطها أربع ركعات، وأفضلها ثماني ركعات، وأكثرها اثنتا عشرة ركعة.
ومن حيث كونهما من النوافل فلا فرق بين صلاة الشروق وصلاة الضحى، فقد داوم عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وحث عليها الصحابة –رضوان الله تعالى عنهم–، فقد روي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قوله: «أوصاني خليلي بثلاث: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وألا أنام إلا على وتر، وسبحة الضحى في السفر والحضر»، وقد ورد في صلاة الضحى أسماء أخرى، منها: صلاة الإشراق.