كشفت التحقيقات في واحدة من أبشع قضايا الاتجار بالبشر، تفاصيل واقعة بيع الطفلة “شاهندا”، والتي شهدها حي المقطم بمحافظة القاهرة، بعد ولادتها نتيجة حمل غير مشروع.
حمل سفاحًا واعتراف بالواقعة
أقرت المتهمة الثالثة، وتُدعى رضا م، بأنها حملت سفاحًا من طليقها (المتهم الرابع) وبسبب ضيق الحال، وافقت على بيع الطفلة عقب ولادتها.
المتهمة ذكرت أن المتهم الخامس، طبيب فلسطيني الجنسية، تولى مرافقتها خلال جلسات الرعاية الطبية، قام المتهم الخامس بـسداد تكاليف المتابعة والمستشفى، حيث تسلم الطفلة فور ولادتها، بعد سداد كامل الرسوم، تنفيذًا للاتفاق.
الإنكار رغم الأدلة
رغم أن تحريات الأجهزة الأمنية أثبتت أنه والد الطفلة، وأنه اتفق مع المتهمة الثالثة على بيعها، إلا أن المتهم الرابع أنكر التهم المنسوبة إليه خلال التحقيقات.
كشفت قائمة أدلة الثبوت في القضية رقم 2796 لسنة 2025 جنايات المقطم عن تفاصيل خطيرة في واقعة الاتجار بالبشر والتزوير، والتي تم فيها بيع الطفـ لة شاهند. ن، وتزوير مستندات رسمية لإثبات نسبها زورًا لزوجين لا ينجبان.
أفاد الدكتور محمد عطية (30 عامًا)، نائب مدير المركز الطبي بالمقطم، أن المتهم الأول وزوجته المتهمة الثانية فوقية.ك.، حضرا إلى المركز بصحبة الطفلة، وتقدما بشهادة ميلاد منسوبة زورًا للطبيبة نادية ح، تفيد بأن المتهمة الثانية أنجبت الطفلة داخل المركز.
وأوضح أنه أثناء مباشرة الكشف الطبي المعتاد من الطبيبة المختصة، تبين عدم وجود أي علامات تدل على ولادة حديثة لدى المتهمة الثانية، ما أثار الشكوك، فلاذت الأخيرة بالفرار، ليتم إبلاغ الشرطة وضبط المتهم الأول بصحبة الطفلة.
وأدلى النقيب هيثم المعتز بالله، ضابط بوحدة مباحث قسم المقطم، بشهادته التي أكدت أن تحرياته دلت على اتفاق مسبق بين المتهمة الثالثة وطليقها (المتهم الرابع) على بيع الطفلة للمتهمين الأول والثاني مقابل مبلغ مالي.
وأشار إلى أن المتهم الخامس قام بدور الوسيط، حيث اتفق مع المتهمة الثالثة على بيع الطفلة عقب علمه بحملها، نتيجة ظروف مالية صعبة تمر بها وبعد ولادتها، اصطنع المتهم الخامس شهادة ميلاد مزورة، وسلمها مع الطفلة للمتهمين مقابل المال.
كما تم ضبط المتهم الخامس وبحوزته ثلاثة أختام مزورة: الأول خاص بـ”المركز الطبي للجراحة بالمقطم”، الثاني باسم د. إبراهيم حسن – أستاذ الأورام، الثالث باسم “الجابري مليكا”، وأقر المتهم الأول باستخدام الخاتم الأول في تزوير شهادة الميلاد.
وأكدت الطبيبة نادية إسحاق (69 عامًا – طبيبة نساء وتوليد بالمعاش) أنها لم تحرر أي شهادة ميلاد تخص الواقعة، ولم تشرف على أي ولادة تخص المتهمة الثانية، مما يدعم وقوع تزوير باسمها في هذه الجريمة.
وكان أمر المستشار محمود صلاح حسنين، المحامي العام الأول لنيابات جنوب القاهرة الكلية، بإحالة خمسة متهمين إلى محكمة الجنايات في القضية رقم 2766 لسنة 2025 جنايات المقطم، والمقيدة برقم 1067 لسنة 2025 كلي جنوب القاهرة، وذلك لاتهامهم في قضية اتجار بالبشر وتزوير محررات رسمية.
تفاصيل الواقعة
كشفت تحقيقات النيابة العامة أن المتهمين: محمد ك– تاجر فاكهة، مقيم بمدينة نصر، فوقية ك. – ربة منزل، من محافظة سوهاج، رضا م. – ربة منزل، من محافظة الفيوم، أحمد هـ.– سائق، مقيم بسراي القبة، عزمي ح. – طبيب بيطري (فلسطيني الجنسية)، ارتكبوا جريمة الاتجار بالبشر من خلال بيع وشراء الطفلة شاهندا نبيل فوزي رزق، والتي لم تتجاوز 18 عامًا، بقصد استغلالها للحصول على منفعة مادية، حيث قامت المتهمتان الثالثة والرابعة ببيع الطفلة للمتهمين الأولى والثانية بمقابل مالي، وبوساطة من المتهم الخامس، الذي تولى استلام وتسليم الطفلة مقابل مبالغ مالية.
التزوير في محررات رسمية:
كما أظهرت التحقيقات أن المتهم الخامس قام بتزوير شهادة ميلاد للطفلة، منسوبة زورًا للطبيبة “نادية. إ”، وتم تسليم الشهادة للمتهمين الأولى والثانية اللذين استخدماها لتسجيل الطفلة باسميهما رسميًا، مع علمهما الكامل بتزوير المستند.