في واقعة أثارت ضجة واسعة وتصدّرت عناوين الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على المنتجة الفنية سارة خليفة، بتهمة الإتجار في المواد المخدرة.
هذه القضية، التي بدأت بضبط روتيني لمواد محظورة، سرعان ما تحوّلت إلى قضية رأي عام بعد الكشف عن تفاصيل مثيرة وضلوع شخصيات مختلفة ضمن تشكيل عصابي واسع، يعمل في تصنيع وترويج الحشيش الصناعي داخل البلاد.
الهاتف المحمول.. مفتاح الأسرار
كشفت مصادر أمنية أن هاتف سارة خليفة كان بوابة لفك طلاسم واحدة من أخطر قضايا الإتجار بالمخدرات، حيث بدأت الأجهزة المختصة في تفريغ محتوى الهاتف، لتكتشف مفاجآت غير متوقعة، على رأسها مقاطع فيديو تُظهر مشاهد تعذيب لأشخاص يُعتقد أن المتهمة متورطة فيها بشكل مباشر. وتتم حالياً عملية تحليل الفيديوهات من قِبل متخصصين لتحديد هوية الضحايا.
رسائل الواتساب.. اتفاقيات وصفقات مشبوهة
كشف تحليل رسائل تطبيق واتساب عن محادثات تفصيلية بين سارة وعدد من المتهمين الآخرين، تتضمن مواعيد تسليم كميات من المخدرات، وأماكن اللقاءات، وطرق التوزيع، مما أتاح للأجهزة الأمنية تتبُّع الشبكة الإجرامية بكفاءة.
ولم تقتصر المفاجآت على ذلك، بل أشارت الرسائل إلى علاقة عاطفية تجمع سارة بشخصية مشهورة، جارٍ استدعاؤها للتحقيق لمعرفة مدى صلتها بأنشطة التشكيل العصابي.
عصابة متعددة الجنسيات والأدوار
كشفت التحقيقات أن سارة لم تكن تعمل بمفردها، بل ضمن شبكة تضم شقيقها محمد، وآخرين من بينهم: “خالد.ف”، “سعيد.س”، “أحمد.ع”، و”إسماعيل.م”، بالإضافة إلى متهم عراقي الجنسية يُدعى “دريد”، الذي لا يزال هارباً، وتقوم السلطات بإعداد أكمنة لضبطه.
أما زعيم التشكيل الثاني، فهو شخص يُلقب بـ”الأبيض”، سبق أن حُكم عليه بالسجن المؤبد في قضايا مشابهة، وتم تخفيف الحكم لاحقاً.. وقد تمكنت الأجهزة من إلقاء القبض عليه عام 2022 وبحوزته مخدرات تُقدَّر قيمتها بـ28 مليون جنيه.
مضبوطات بالملايين ومصانع داخل الشقق
لم تكن العملية الأمنية مجرد ضبط فرد أو اثنين، بل شملت مداهمة معملين سريين داخل شقق سكنية، جُهزا بأحدث المعدات لتصنيع الحشيش الصناعي، مثل الخلاطات، والمعقمات، وعبوات التغليف.
تم العثور على 200 كجم من الحشيش المصنع، وكميات ضخمة من المواد الخام، إلى جانب خمس سيارات فارهة، ومشغولات ذهبية، ومبالغ مالية كبيرة بالعملتين المحلية والأجنبية.
وقدرت الجهات الأمنية قيمة المخدرات المضبوطة وحدها بنحو 420 مليون جنيه مصري، ما يعكس ضخامة النشاط الإجرامي المتورط فيه المتهمون.
النيابة تحقق.. وإنكار تام من المتهمة
رغم حجم الأدلة والوقائع، أنكرت سارة خليفة جميع التهم المنسوبة إليها أثناء التحقيقات، مدعيةً عدم صلتها بالمضبوطات أو ببقية المتهمين.
وقد أمرت النيابة بحبس المتهمين أربعة أيام على ذمة التحقيق، مع التحفظ على أموالهم وأرصدتهم البنكية.
كما أصدرت النيابة أوامر بتحليل عينات من المتهمين لبيان مدى تعاطيهم للمواد المخدرة، وبدأت في تفريغ كاميرات المراقبة في محيط سكن المتهمة لرصد أي تحركات مريبة أو زيارات متكررة من عناصر الشبكة.
عن سارة خليفة
وُلدت سارة خليفة في القاهرة عام 1994، وبدأت مسيرتها كمقدمة برامج في قناة ART، حيث قدمت برنامج “من القاهرة” لمدة ثلاث سنوات، قبل أن تنتقل إلى قناة خليجية عملت بها لمدة خمس سنوات.
لاحقاً، دخلت مجال الإنتاج الفني، وارتبط اسمها بعدد من مطربي المهرجانات المعروفين. كما سبق لها الزواج، في عام 2016، من لاعب كرة قدم شهير، لكن الزواج لم يستمر سوى ستة أشهر.
القضية التي هزّت مواقع التواصل الاجتماعي والوسط الإعلامي لا تزال مفتوحة على احتمالات متعددة، وما زالت النيابة تواصل التحقيقات لكشف ملابساتها بالكامل.
وبين الإنكار والمضبوطات، تبقى الأدلة الرقمية والمضبوطات المادية حجر الزاوية في تحديد مصير سارة خليفة ومن معها من متهمين. أما الرأي العام، فلا يزال يتابع التفاصيل بترقّب، في انتظار الحكم الذي سيضع نقطة النهاية في هذه القضية التي جمعت بين الأضواء والظلال.