قال طبيب العيون الألماني البروفيسور غيرد غيرلينغ إنه من الطبيعي أن تشعر العين ببعض الإبهار عند التعرض لضوء عالٍ ومبهر، خاصةً من مصابيح السيارات القادمة في الاتجاه المعاكس. هذه الظاهرة شائعة، ولكن تجاهلها أو عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة قد يؤثر على سلامة القيادة. يجب على السائقين معرفة كيفية التعامل مع هذا الموقف لتجنب الحوادث المحتملة.
وأوضح البروفيسور غيرلينغ أنه في حالة حدوث الإبهار، يجب التركيز على الحافة اليمنى من الطريق، وتجنب النظر مباشرة إلى مصدر الضوء بأي شكل من الأشكال. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري تعديل سرعة القيادة بما يتناسب مع ظروف الرؤية، وفي حالة الشك، يجب خفض السرعة بشكل تدريجي.
الإبهار الناتج عن أضواء السيارات: أسباب وتدابير وقائية
يعتبر الإبهار مشكلة تواجه العديد من السائقين، خاصةً في الليل أو في الظروف الجوية السيئة. ينتج هذا الإبهار عن التغيرات المفاجئة في مستويات الإضاءة، حيث تتوسع حدقة العين لمحاولة استيعاب أكبر قدر ممكن من الضوء، مما يجعلها أكثر حساسية للوهج.
ومع ذلك، فإن الحفاظ على نظافة زجاج السيارة والنظارات الطبية يلعب دورًا حاسمًا في تقليل هذا التأثير. الأوساخ والبقع على الزجاج يمكن أن تشتت الضوء وتزيد من حدة الوهج، مما يجعل رؤية السائق أكثر صعوبة. لذا، يُنصح بتنظيف الزجاج والنظارات بانتظام باستخدام منظفات مناسبة.
تأثير العمر على حساسية الإبهار
أكد البروفيسور الألماني أن الأضواء العالية تكون ساطعة للغاية لدرجة أنها قد تسبب الإبهار للجميع، بغض النظر عن العمر. ومع ذلك، فإن التغيرات الطبيعية التي تحدث في العين مع التقدم في العمر يمكن أن تزيد من حساسية الشخص للإبهار، حتى مع الأضواء المنخفضة.
تتضمن هذه التغيرات انخفاض مرونة عدسة العين، مما يجعلها أقل قدرة على التكيف مع التغيرات في مستويات الإضاءة. بالإضافة إلى ذلك، قد تتطور بعض الحالات المرضية في العين مع التقدم في العمر، مثل إعتام عدسة العين، مما يزيد من خطر الإبهار.
أمراض العيون والإبهار: متى يجب استشارة الطبيب؟
في حالة استمرار الإبهار أو تفاقمه، حتى مع اتخاذ التدابير الوقائية المذكورة أعلاه، فمن الضروري استشارة طبيب عيون في أقرب وقت ممكن. قد يكون هذا الإبهار علامة على وجود مشكلة صحية في العين تتطلب علاجًا.
على سبيل المثال، يمكن أن يكون الإبهار أحد أعراض إعتام عدسة العين، حيث يتسبب العتامة في تشتت الضوء ودخول كميات غير طبيعية إلى العين، مما يخلق هالة مزعجة حول مصادر الضوء. يمكن علاج إعتام عدسة العين بالجراحة، حيث يتم استبدال العدسة المعتمة بعدسة اصطناعية.
كما أن وجود ترسبات في الجسم الزجاجي للعين يمكن أن يزيد من حساسية الضوء، وتزداد هذه الترسبات شيوعًا مع التقدم في السن. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون بعض الأمراض الأخرى، مثل التهاب الشبكية، سببًا في الإبهار.
ينصح الخبراء بإجراء فحص دوري للعين لجميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن خمسين عامًا، بمعدل كل عامين. أما بالنسبة للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض العيون، مثل مرضى السكري أو الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بأمراض العيون، فيجب عليهم إجراء فحص سنوي.
تشير التوصيات الحالية إلى أن تطوير تقنيات الإضاءة في السيارات، مثل استخدام مصابيح LED الذكية التي تتكيف مع ظروف القيادة، يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإبهار. ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث والتطوير لتحسين هذه التقنيات وضمان سلامة جميع السائقين. من المتوقع أن تصدر وزارة النقل توصيات جديدة بشأن معايير الإضاءة في السيارات بحلول نهاية عام 2026.






