كشفت شركتا “جيه دي دوت كوم” (.JD.com Inc) و”جيلي أوتوموبيل هولدينغز” (Geely Automobile Holdings Ltd)، وهما من أكبر الشركات الصينية، عن حجم الضغوط التي تتعرض لها أرباحهما نتيجة المنافسة السعرية القاسية، ما دفع المستثمرين إلى البيع.
تراجعت أسهم “جيه دي دوت كوم” في بورصة هونغ كونغ بما يصل إلى 4.5% بعد أن أعلنت شركة التجارة الإلكترونية أن أرباحها الفصلية انخفضت إلى النصف مقارنة بالعام الماضي. كما هبطت أسهم “جيلي” بنحو 6% عقب إعلان تراجع صافي دخلها، قبل أن تمحو الخسائر لاحقاً. وشهدت أسهم المنافسين تراجعاً مماثلاً، لينخفض مؤشر “هانغ سنغ” للشركات الصينية المدرجة 1.5%.
مبيعات كبيرة وأرباح صغيرة
رغم تسجيل الشركتين مبيعات قوية، فإن ضعف الأرباح في بداية موسم إعلان النتائج يبعث بإشارات سلبية لسوق الأسهم في هونغ كونغ، التي كانت من بين الأفضل أداءً في المنطقة هذا العام. وتُعد نتائج الربع الثاني اختباراً أساسياً لقدرة الشركات الصينية على الصمود وسط معارك تنافسية شرسة استدعت تدخل السلطات.
قال فيي-سيرن لينغ، المدير العام في بنك “يونيون بانكير بريفه” (Union Bancaire Privee)، إن “نتائج جيه دي دوت كوم وجيلي تسلط الضوء على ظاهرة ’التضخم الداخلي‘ التي باتت السوق تعرفها جيداً، لكن المفاجأة كانت في حجم الضغط على الأرباح”، مضيفاً أن “المقلق أكثر هو إشارة إدارة جيه دي دوت كوم إلى أن هذه المنافسة قد تستمر لسنوات، رغم انزعاج الجهات التنظيمية منها”.
تخوض “جيه دي دوت كوم” حرباً مكلفة على الحصص السوقية بعد دخولها سوق توصيل الوجبات شديدة التنافسية في وقت سابق من هذا العام. وزادت الشركة إنفاقها على العروض الترويجية وتوظيف السائقين الجدد، ما أثر سلباً على نتائجها.
قد يهمك: المنافسة الشرسة تواصل التهام أرباح صانعي السيارات الصينيين
ما الخطر في حرب الأسعار الصينية؟
كتبت المحللة في “بلومبرغ إنتليجنس” كاثرين ليم في مذكرة بحثية أن “حجم التراجع يزيد من خطر تسجيل منافسين مثل (علي بابا) و(ميتوان) أرباحاً دون التوقعات في الربع الثاني” من أعمالهم المرتبطة، مشيرة إلى أن أسهم منافسي “جيه دي دوت كوم” في قطاع التوصيل انخفضت بأكثر من 3% لكل منهما يوم الجمعة.
كما تعرضت “جيلي” لضغوط المنافسة السعرية الشديدة في قطاع السيارات الكهربائية، في ظل سعي الشركات لجذب المستهلكين الصينيين الذين أصبحوا أكثر حذراً في بيئة اقتصادية غير مستقرة. وانخفضت أسهم “بي واي دي” (BYD) أكبر مصنع سيارات في الصين بما يصل إلى 2.6% في هونغ كونغ.
أشار المحلل في “جيه بي مورغان تشيس” نيك لاي إلى أن أرباح “جيلي” الأساسية تراجعت إلى 3.2 مليار يوان (445 مليون دولار) في الربع الثاني من 3.5 مليار يوان في الربع السابق، نتيجة جزئية لتصاعد المنافسة السعرية منذ مايو. وكتب لاي في تقريره: “نعتقد أن تراجع أرباح جيلي على أساس ربع سنوي يشير إلى أن ’بي واي دي‘ أو ’غريت وول‘ قد تواجهان ضغوطاً سعرية مماثلة عند إعلان نتائجهما في وقت لاحق من الشهر”.