أجاب الدكتور علي فخر، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال أحد المتابعين قال فيه: “ظهر في الفترة الأخيرة تطبيق على مواقع التواصل يقوم بدمج صور البنات مع صور لمشاهير لا تجمعهم بهم أي صلة قرابة أو معرفة، فهل يجوز شرعًا استخدام هذا التطبيق؟”.
وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أن استخدام هذه التطبيقات بهذا الشكل حرام شرعًا، لما فيها من تدليس على الناس، وفتح لباب الفتنة، وإهانة للنفس.
وقال أمين الفتوى في دار الإفتاء إن بعض الفتيات يقمن بدمج صورهن مع صور شخصيات عامة أو مشهورة، وكأن هناك معرفة أو علاقة تربط بينهما، مؤكدًا أن هذا خداع بصري وتزييف للواقع، وفيه إساءة إلى صاحبة الصورة قبل غيرها، لأن كأنها تقول “ليس لي قيمة إلا إذا نُسبت إلى فلان”، وهذا ينتقص من كرامتها التي أكرمها الله بها.
أمين الإفتاء: استخدام تطبيقات تركيب الصور فيه تلديلس على الناس
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء أن الأخطر من ذلك أن بعض الناس قد يستخدمون هذه الصور المركبة للإيحاء بعلاقات غير حقيقية بين أشخاص يعرفون بعضهم في العمل أو الدراسة أو الجيرة، مما قد يؤدي إلى الوقيعة والفتنة وإشاعة الفاحشة بين الناس، مؤكدًا أن كل هذا محرم شرعًا.
وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء إلى أن هذه التطبيقات تفتح بابًا خطيرًا من الشكوك والاتهامات الباطلة، وقد تسبب مشكلات أسرية واجتماعية جسيمة، لأن البعض قد يصدق ما يراه دون تحقق، داعيًا الجميع إلى الحذر من الانسياق وراءها أو استخدامها بدافع المزاح أو الشهرة.
وتابع أمين الفتوى في دار الإفتاء “حرام شرعًا أن نصنع مثل هذه الصور أو ننشرها، لأنها تجمع بين التدليس والإهانة وفتح باب الفتنة، وهي أمور نهى عنها الشرع الحنيف، قال تعالى: ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولًا”.
ونوه أمين الفتوى في دار الإفتاء بأن من يشارك في تركيب هذه الصور أو نشرها يشارك في الإثم، داعيًا إلى استخدام التقنية في الخير والعلم والمعرفة، لا في ما يهين الناس أو يسيء إليهم، قائلًا: “نسأل الله أن يُصلح أحوالنا جميعًا ويهدينا لما فيه الخير والصواب”.
حكم تركيب الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي
يذكر أن الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أكد أن استخدام تطبيقات تركيب الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي، سواء مع شخصيات مشهورة أو أشخاص عاديين، حتى ولو كان من باب المزاح، لا يجوز شرعًا ويُعد حرامًا.
وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات سابقة، أن هذا النوع من التزييف يدخل تحت الحديث النبوى الشريف: “من غشنا فليس منا”، مشددًا على أن الغش لا يقتصر على المعاملات المالية فقط، بل يشمل كل صور الخداع، بما فيها الصور المفبركة التى تُظهر خلاف الحقيقة.
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء أن خطورة هذا الأمر تتفاقم عندما يُستخدم الذكاء الاصطناعى لتزوير صور بهدف الإضرار بسمعة الآخرين أو نشر الشائعات، وهو ما يُعد إثمًا أكبرويُسبب ضررًا اجتماعيًا وأسريًا جسيمًا، مثل التفريق بين الأزواج أو فقدان الوظائف، مؤكدًا أن “لا ضرر ولا ضرار” قاعدة شرعية يجب الالتزام بها.